ظهور صادم للفنانة بلقيس عوض يشعل موجة تعاطف بالسودان

ظهور صادم للفنانة بلقيس عوض يشعل موجة تعاطف بالسودان

أثار الظهور الأخير للفنانة والممثلة القديرة بلقيس عوض حالة من التعاطف الواسع في الأوساط السودانية، بعد تداول صورة لها وهي في وضع صحي حرج داخل أحد فنادق مدينة دنقلا بالولاية الشمالية، ما أعاد إلى الواجهة قضية تهميش رواد الفن والمسرح في البلاد.

ووفقًا لمصادر محلية تحدثت لـ”الراي السوداني”، فإن الصورة المتداولة أظهرت آثار إصابة واضحة على رأس الفنانة، وقد نُشرت من قبل أحد النشطاء بدافع إنساني للفت الأنظار إلى حالتها الصحية والمعيشية الصعبة.

وأكدت المصادر أن الفنانة بلقيس، التي تُعد من رموز المسرح السوداني وصاحبة مسيرة طويلة في العمل الفني والخدمة العامة، تعاني من غياب الرعاية الرسمية رغم عطائها الكبير، إذ شغلت سابقًا رتبة ضابط في قوات الجمارك إلى جانب أعمالها المسرحية والتلفزيونية التي شكلت جزءًا من وجدان السودانيين لعقود.

وقال المواطن عمدة صالح حسن في تصريح خاص إنه زار الفنانة بمقر إقامتها المؤقت في فندق بلازا بدنقلا، ووجدها في حالة صحية تستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات المختصة، مضيفًا: “فن بلقيس دخل كل بيت سوداني وارتبط بالهوية والثقافة الأصيلة، ومن المؤسف أن تنتهي مسيرتها بهذا الإهمال.”

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية تفاعلًا واسعًا مع صور ومقاطع مصوّرة للفنانة، عبّر خلالها كثير من الفنانين والإعلاميين عن أسفهم للحالة التي وصلت إليها. وكتب الصحفي أحمد دندش: “ما يحدث لرموزنا الثقافية قبح لا يليق بوطن يدّعي الاحتفاء بمبدعيه.”

وفي السياق نفسه، وجه الناشط سعيد أبو ياسر رسالة مفتوحة إلى وزارتي الثقافة والداخلية، مطالبًا بـ”تحرك رسمي سريع” لإنقاذ الفنانة، مشيرًا إلى أنها “رمز وطني خدم السودان عبر الفن والمؤسسة الأمنية معًا”.

وفي تطور لافت، علمت “الراي السوداني” أن والي الولاية الشمالية، الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد، قام صباح الثلاثاء 8 أكتوبر بزيارة مفاجئة للفنانة في مقر إقامتها، يرافقه عدد من المسؤولين المحليين. وقد لاقت الزيارة ترحيبًا واسعًا من الأوساط الثقافية، حيث شكرت بلقيس في تصريح مقتضب لوكالة سونا الوالي ومواطني دنقلا على لفتتهم الكريمة، مؤكدة أن الزيارة “جسدت اهتمام الولاية بالمبدعين.”

من جانبه، أكد الأمين العام للثقافة والإعلام، الأستاذ الباقر عكاشة، أن الحكومة بصدد إعداد خطة شاملة لدعم الفنانين ورموز الثقافة، مشيرًا إلى أن “الاهتمام بالفن جزء من معركة الوعي والكرامة الوطنية.”

ويعيد هذا الحدث المؤلم تسليط الضوء على أزمة التقدير والرعاية التي يعانيها الفنانون القدامى في السودان، خصوصًا رواد المسرح، وسط مطالبات متزايدة بإنشاء صندوق وطني للرعاية الاجتماعية للفنانين، يضمن لهم حياة كريمة بعد سنوات طويلة من العطاء والإبداع.