
الخرطوم تغلق منشآت هجليج وتعلّق عبور نفط الجنوب
أعلنت وزارة الطاقة والنفط السودانية، اليوم الجمعة، عن إيقاف فوري لعبور نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية، إلى جانب إغلاق منشآت حقل هجليج النفطي بعد سلسلة من الهجمات بطائرات مسيّرة نُسبت إلى قوات الدعم السريع.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن القرار جاء عقب “اعتداءات ممنهجة استهدفت منشآت حيوية في البنية التحتية لقطاع النفط”، مؤكدة أن الهجمات تسببت في أضرار بالغة بخزانات التخزين وخطوط الضخ داخل الحقل، مما استدعى اتخاذ إجراءات طارئة لحماية العاملين وضمان سلامة المنشآت.
وأشارت الوزارة إلى أن الهجمات الأخيرة تُعد الأخطر منذ اندلاع النزاع المسلح في البلاد، إذ استهدفت منطقة هجليج التي تُعد من أهم مراكز إنتاج وتصدير النفط في السودان، وتربط شبكاتها الرئيسية بين منشآت الإنتاج في الجنوب ومحطات التصدير على ساحل البحر الأحمر.
ويعتمد جنوب السودان بشكل أساسي على مرور نفطه عبر الأراضي السودانية إلى موانئ التصدير، بموجب اتفاقيات سابقة تقضي بدفع رسوم عبور سنوية للحكومة السودانية، ما يجعل القرار الجديد ذا تبعات اقتصادية كبيرة على جوبا والخرطوم على حد سواء.
من جانب آخر، حمّلت وزارة الطاقة قوات الدعم السريع المسؤولية المباشرة عن الهجمات، ووصفتها بأنها “محاولة لضرب الاقتصاد الوطني وحرمان الشعب السوداني من موارده السيادية”، فيما لم يصدر عن قوات الدعم السريع أي تعليق رسمي حتى الآن.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يشكّل منعطفًا خطيرًا في الصراع السوداني الداخلي، خاصة وأن قطاع النفط ظلّ أحد الموارد القليلة التي حافظت على استقرار نسبي في الإيرادات الحكومية، مشيرين إلى أن تعليق مرور نفط الجنوب قد يفتح الباب أمام توترات دبلوماسية واقتصادية بين الخرطوم وجوبا في حال استمرار الإغلاق لفترة طويلة.
 
				










