
السعودية تعيد فتح تأشيرات العمل في السودان وسط تسهيلات جديدة
في تحول دبلوماسي وإنساني لافت، أعادت المملكة العربية السعودية فتح إجراءات تأشيرات العمل للسودانيين عبر قنصليتها في مدينة بورتسودان، بعد توقف دام أكثر من عام ونصف بسبب الحرب الدائرة في السودان. وتأتي الخطوة في وقت يواجه فيه آلاف الشباب السودانيين تحديات اقتصادية ومعيشية خانقة، ما يجعل هذا القرار بمثابة نافذة أمل جديدة لآلاف الباحثين عن فرص عمل خارج البلاد.
أكد متعاملون في وكالات السفر أن القنصلية السعودية شرعت خلال الأيام الماضية في استقبال طلبات تأشيرات العمل مجدداً، بعد تعليق الخدمة منذ منتصف أبريل 2023. وأوضح أحد العاملين في وكالات السفر ببورتسودان أنه تمكن من إتمام معاملة تأشيرة عمل لأحد المواطنين، مشيراً إلى أن القنصلية تتجه نحو إعادة الخدمات بشكل تدريجي ومنظم داخل السودان.
وبحسب المصادر، فإن نحو 30 وكالة فقط تتولى حالياً التعامل مع القنصلية السعودية بشأن معاملات العمل والزيارة والعمرة، مقارنة بمئات الوكالات التي كانت تعمل في الخرطوم قبل اندلاع الحرب. وأدى هذا التحديد إلى ضغط كبير على المكاتب المعتمدة وارتفاع الطلب على خدماتها، وسط دعوات بتوسيع نطاق الاعتماد لتسهيل الإجراءات على المواطنين.
تخفيف التكاليف عن السودانيين
في فترة توقف التأشيرات، اضطر الكثير من السودانيين إلى السفر لدول مجاورة مثل إثيوبيا، إريتريا، وأوغندا لإنهاء إجراءاتهم، بتكاليف وصلت إلى 3 آلاف دولار أمريكي للشخص الواحد. ويُتوقع أن يؤدي استئناف الخدمة داخل السودان إلى خفض التكاليف بنسبة تتجاوز 60%، خاصة مع إمكانية استخدام النقل البحري من بورتسودان نحو السعودية، ما يجعل السفر أكثر يسراً وأقل تكلفة.
تحديات لوجستية في بورتسودان
رغم التسهيلات الجديدة، ما تزال هناك تحديات لوجستية تواجه المتقدمين، أبرزها نقص السكن والفنادق المناسبة في المدينة التي أصبحت مركزاً مؤقتاً لإدارة معظم المعاملات الحكومية والدبلوماسية. كما تتطلب الإجراءات حضور الشخص لإجراء الفحص الطبي والبصمة وإدخال الجواز بنفسه، ما يزيد الضغط على الخدمات المحلية.
تسهيلات تعليمية وإنسانية
وفي خطوة موازية، أعلنت السعودية عن السماح لأبناء السودانيين المقيمين ضمن فئة الزيارة بالالتحاق بالمدارس الحكومية والخاصة داخل المملكة، في إطار دعمها الإنساني للأسر المتضررة من الحرب، وتخفيف القيود التي كانت تعيق تعليم الأطفال السودانيين.
بعد إنساني ودبلوماسي
منذ اندلاع النزاع في السودان، لعبت المملكة العربية السعودية دوراً محورياً في الوساطة بين طرفي القتال بالتعاون مع الولايات المتحدة من خلال “محادثات جدة”، التي وضعت أسساً لاتفاق وقف إطلاق النار ومبادئ المساعدات الإنسانية. كما تواصل المملكة جهودها ضمن الرباعية الدولية (السعودية، الإمارات، مصر، الولايات المتحدة) لدعم عملية السلام والاستقرار في السودان.










