الدعم السريع تعلن إسقاط طائرة حربية للجيش السوداني بمدينة بابنوسة وتنشر مقاطع مصورة

الدعم السريع تعلن إسقاط طائرة حربية للجيش السوداني بمدينة بابنوسة وتنشر مقاطع مصورة

أعلنت قوات الدعم السريع  أنها تمكنت من إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش السوداني فوق مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، مؤكدة أن العملية جاءت رداً على غارات جوية أدت إلى سقوط عشرات المدنيين في مناطق مختلفة من الإقليم.

وقالت القوات في بيان رسمي صدر بتاريخ ٤ نوفمبر ٢٠٢٥م، إن دفاعاتها الجوية نجحت في إسقاط طائرة من طراز “إليوشن” تابعة للقوات الجوية السودانية أثناء تحليقها في سماء بابنوسة، مشيرةً إلى أن الطائرة كانت قد نفذت سلسلة من الغارات الجوية على مناطق ود بندة، عيال بخيت، الفولة، وبابنوسة.

وأضاف البيان أن تلك الغارات تسببت في مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال وكبار سن، واصفًا ما حدث بأنه “هجوم ممنهج على السكان العُزّل”.

كما نشرت قوات الدعم السريع مقاطع مصورة عبر منصاتها الإعلامية تُظهر ما قالت إنه حطام الطائرة المحترقة في ضواحي مدينة بابنوسة، مؤكدة أن العملية “جاءت انتقامًا لهجمات الطيران التي استهدفت الأسواق والمنازل السكنية”.

خلفية الأحداث

تشهد مدينة بابنوسة منذ مطلع نوفمبر تصعيدًا عسكريًا بين الجيش والدعم السريع، تزامنًا مع عمليات إنزال جوي نفذتها القوات المسلحة السودانية في مقر الفرقة 22 مشاة بالمدينة.
ووفقاً لمصادر عسكرية محلية، فقد شملت تلك الإنزالات إمدادات عسكرية ولوجستية تضم أسلحة وذخائر ومعدات طبية وغذائية، بالإضافة إلى رواتب الجنود، وذلك في إطار تعزيز الوجود الميداني للجيش السوداني في غرب كردفان، وسط اتساع نطاق المواجهات في ولايات كردفان ودارفور.

اتهامات متبادلة

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بشن سلسلة من الهجمات الجوية على الأحياء السكنية والأسواق، مستخدمًا – بحسب البيان – صواريخ وبراميل متفجرة، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين.
وأضاف البيان أن هذه العمليات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، داعياً المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التحرك العاجل لمحاسبة المسؤولين عنها.

كما حمّل البيان مسؤولية ما وصفه بـ”الجرائم ضد المدنيين” إلى قادة القوات المسلحة في بورتسودان، الذين أشار إليهم بعبارة “جنرالات بورتسودان”، إضافة إلى قيادات تنظيم الحركة الإسلامية، مطالباً بفتح تحقيقات دولية مستقلة في ما اعتبرها “انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين في مناطق النزاع”.

مواقف وردود متوقعة

ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من الجيش السوداني بشأن مزاعم إسقاط الطائرة، في وقت تتحدث فيه مصادر ميدانية عن تكثيف الطلعات الجوية للجيش فوق مناطق غرب كردفان خلال الأيام الأخيرة، خصوصًا بعد إعلان التعبئة العامة واستنفار القوات المشتركة.

ويرى مراقبون أن إعلان الدعم السريع عن إسقاط الطائرة يأتي ضمن حرب إعلامية متبادلة بين الطرفين، تهدف إلى رفع المعنويات وكسب التأييد الشعبي في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق القتال.

ويُتوقع أن يؤدي هذا الحادث إلى تصعيد جديد في غرب السودان، خاصة بعد سقوط عشرات الضحايا المدنيين واستمرار القتال في محيط مدينتي الفولة وبابنوسة، رغم دعوات دولية متكررة لوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات.