انسحاب مفاجئ من مؤتمر دولي في الرياض يثير جدلاً سياسياً واسعاً
في خطوة أثارت اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية، أعلن وفد السودان انسحابه من أعمال الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة المنعقدة في الرياض، وذلك احتجاجاً على اختيار الإمارات العربية المتحدة لتولي رئاسة المنظمة.
وجاء الانسحاب خلال الجلسة الثانية المخصصة للتصويت، بعد أن ألقى وزير الثقافة والإعلام والسياحة السوداني خالد الأُعيسر كلمته الرسمية باسم بلاده، مؤكداً موقف الخرطوم الرافض لتولي أي شخصية إماراتية منصب الأمين العام للمنظمة.
وأوضح الوزير أن قرار الانسحاب يأتي تعبيراً عن موقف مبدئي تجاه ما وصفه بـ “التدخلات الإقليمية في الشأن السوداني”، مشيراً إلى أن قطاع السياحة في السودان تعرض لتدمير واسع نتيجة “اعتداءات المليشيا المعروفة بالدعم السريع، والمدعومة من قوى خارجية وإقليمية”.
وأضاف الأُعيسر أن تلك القوى ساهمت في “تمويل آلة الحرب التي دمّرت مقدرات الشعب السوداني”، رغم ما يمتلكه السودان من إرث حضاري ومعالم تاريخية ومواقع سياحية طبيعية تؤهله ليكون من أبرز وجهات السياحة في إفريقيا والعالم العربي.
ويأتي هذا التطور وسط توتر متصاعد بين السودان والإمارات على خلفية الاتهامات المتبادلة بشأن دعم أطراف الصراع الداخلي في السودان، حيث سبق للحكومة السودانية أن أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أبوظبي، ووصفتها بـ “الدولة المعتدية” في تصريحات رسمية أثارت ردود فعل دولية واسعة.
ويُتوقع أن يثير هذا الانسحاب المزيد من النقاش داخل الأوساط الدبلوماسية والمنظمات الأممية حول تأثير الخلافات السياسية على الفعاليات الدولية، في وقت تسعى فيه الرياض إلى تعزيز دورها كمركز عالمي للمؤتمرات والمنظمات الدولية.
