مشهد الفاشر المروع !

صورة مذيعة مترفة — وشعبها هالك — تركت استوديوهاتها اللامعة في المدينة الأنيقة لتظهر فجأة داخل مدينة الفاشر المنكوبة المحطّمة: تسابيح مبارك تعزف الألحان وتغني وترقص فوق جُثث ضحايا مدنيين أبرياء سُحقوا وسُحِلّوا قبل ساعات فقط.
لماذا؟ ومن أين دخلت؟ ومن الذي فتح لها حدوداً دولية محرّمة؟ كيف عبرت خطوطاً عسكرية لا يمشي فيها حتى إسعاف؟ من الذي أمّن الطريق؟ من الذي استقبل؟ من الذي بنى لها مسرح الرقص فوق الدم؟ ورسمه بجُثث النساء المذبوحات؟
السؤال الأخطر: هذا المشهد ما كان عفوياً، ولا إنسانياً، ولا حتى إعلامياً. بالمفهوم البارد التافه: هذا المشهد رسالة. لكن لمن؟ ولمصلحة أي مشروع؟ وهل يريدون تسويق أن الاحتفال فوق الجثث صار “مشهداً طبيعياً”؟
الغموض الحقيقي هنا ليس في الصحفية المذيعة نفسها.. الغموض في المنظومة التي نقلتها.. وفي الجهة التي سمحت.. وفي الهدف الذي يريدون ترسيخه في الخراب السوداني بهذا الشكل الصادم!!
ومن ذا الذي يريد أن يقول للسودانيين: موتكم الرخيص قابل للفرجة.. قابل للفرح.. قابل للرقص.. قابل للتصفيق!!










