
الجيش السوداني يحقق تقدماً ويسيطر على بلدتين في جنوب كردفان
في تصعيد ميداني يعكس تمدد العمليات العسكرية خلال الأيام الأخيرة، تمكنت القوات المسلحة السودانية والمجموعات المساندة لها من السيطرة على بلدتي التبسة والدامرة غرب مدينة العباسية بولاية جنوب كردفان، بعد معارك عنيفة مع قوات الحركة الشعبية – شمال، جناح عبد العزيز الحلو، التي تخوض تحالفاً ميدانياً مع قوات الدعم السريع منذ مارس 2025.
تقدم ميداني يغير موازين المعركة
وبحسب مصادر عسكرية، فإن السيطرة على البلدتين جاءت في إطار عمليات عسكرية مكثفة نُفذت يوم الأحد 30 نوفمبر 2025، ضمن خطة تهدف إلى تعزيز وجود الجيش في جنوب كردفان وتوسيع نطاق سيطرته. وتشير التقديرات إلى أن الجيش يهيمن مسبقاً على نحو 90% من الحاميات العسكرية بالولاية، ما يمنحه قدرة أكبر على إدارة المعارك في تضاريس المنطقة المعقدة.
ويرى مراقبون عسكريون أن تقدم الجيش نحو غرب العباسية يعكس تفوقاً ميدانياً ناتجاً عن خبرة قواته المنتشرة في المنطقة منذ سنوات، إضافة إلى طبيعة الحاميات العسكرية التي تتمتع بقدرة على القتال في البيئات الجبلية والوعرة.
قلق لدى الدعم السريع من تقدم الجيش نحو حقول النفط
ومنذ إعلان تحالفها مع الحركة الشعبية، دفعت قوات الدعم السريع بتعزيزات إلى جنوب كردفان بهدف منع الجيش من الوصول إلى مناطق نفطية حساسة، على رأسها هجليج التي تسيطر عليها قوات دقلو منذ أكتوبر 2023، إلى جانب مناطق قريبة من حقول النفط مثل الفولة والمجلد.
ويواجه الدعم السريع صعوبات كبيرة في جنوب كردفان، حيث لم يستطع حتى الآن السيطرة على أي مدينة رئيسية في الولاية، في وقت يوسع فيه الجيش نطاق عملياته الجوية والبرية على جبهات متعددة.
ضربات جوية مكثفة حول العباسية
وأكدت مصادر عسكرية أن الطيران الحربي استهدف يوم الأحد تمركزات لقوات الدعم السريع والحركة الشعبية في محيط العباسية، فيما أصابت ضربات دقيقة مواقع للحركة الشعبية في بلدة الدامرة، على بعد 3 كيلومترات فقط غرب العباسية تقلي.
وقالت المصادر إن الاستخبارات العسكرية رصدت تحركات معادية كانت في طور التحضير لهجوم على المدينة، قبل أن ينفذ الطيران ضربة استباقية أسفرت عن قتلى وجرحى من القوات المهاجمة.
وفي المقابل، اتهمت الحركة الشعبية الجيش بقتل 45 مدنياً في بلدة “كمو” إثر غارة استهدفت مدرسة. غير أن منصات موالية للجيش قالت إن المكان تحول إلى مركز تدريب قتالي تستخدمه قوات الدعم السريع.
تحالف متعثر ميدانياً
وبالرغم من توسع التحالف السياسي بين الدعم السريع والحركة الشعبية – جناح الحلو، فإن المراقبين يؤكدون أن التنسيق الميداني بين الطرفين ما يزال ضعيفاً، خاصة في المناطق الجبلية المعقدة التي تتطلب انسجاماً تكتيكياً لا يبدو متوفراً حتى الآن.
استراتيجية الجيش نحو النفط والغرب
وبحسب التحليلات العسكرية، يعتمد الجيش استراتيجية تقوم على تضييق الخناق على قوات الدعم السريع من محورين:
-
شمال كردفان
-
جنوب كردفان
أما في غرب كردفان، حيث تقع معظم حقول النفط، فيعتمد الجيش نهج التقدم البطيء مع الاحتفاظ بأهداف بعيدة المدى تضمن تثبيت السيطرة دون خسائر كبيرة.
زيارة ذات دلالة للقائد العسكري ياسر العطا
وفي خطوة تشير إلى رفع مستوى التنسيق الميداني، وصل مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا إلى مدينة الأبيض ثم تحرك براً إلى أم روابة، قبل أن تبدأ العمليات العسكرية على عدة محاور بالتزامن مع زيارته، وفق ما كشفته مصادر عسكرية.
الضغط الدولي وحركة الميدان
تتزامن هذه التطورات مع تحركات دبلوماسية تقودها الآلية الرباعية بقيادة الولايات المتحدة، والتي تطرح ورقة هدنة إنسانية على الطرفين. ويرى مراقبون أن الضغوط الدولية ربما ساهمت في تحفيز الجيش لتوسيع عملياته على الأرض قبل الدخول في أي ترتيبات تفاوضية.
وخلال الأسابيع الماضية، كثف الجيش غاراته الجوية باستخدام الطائرات المسيّرة والطائرات الحربية في مناطق شمال وجنوب كردفان وأجزاء من غربها، مستهدفاً تجمعات ومقار قوات الدعم السريع والحركة الشعبية، بهدف تعزيز موقعه الميداني وتوسيع نطاق السيطرة.











