توتر أمني في النهود بعد رفض قوات الدعم السريع تنفيذ قرار الإخلاء

توتر أمني في النهود بعد رفض قوات الدعم السريع تنفيذ قرار الإخلاء
تشهد مدينة النهود بولاية غرب كردفان تصعيداً أمنياً متزايداً، على خلفية رفض قوات الدعم السريع تنفيذ قرار صادر عن اللجنة الأمنية بالمحلية، يقضي بإخلاء المدينة ومنع تمركز أي قوات مسلحة داخل الأحياء السكنية، في خطوة تهدف – بحسب السلطات المحلية – إلى حماية المدنيين واستعادة الحد الأدنى من الاستقرار.
وأعلنت اللجنة الأمنية قرارها عبر مكبرات الصوت في مساجد المدينة، في إجراء استثنائي يعكس حساسية الوضع الأمني، حيث شددت على أن وجود القوات داخل الأحياء بات مرفوضاً بشكل قاطع. إلا أن مصادر محلية أكدت لـ«دارفور 24» أن قوات الدعم السريع لا تزال متمركزة داخل الأحياء السكنية، رغم مرور قرابة ستين يوماً على صدور التوجيه الرسمي.
وبحسب إفادات سكان، فإن القوات رفضت الانصياع للقرار، متجاهلة الحملات التي نفذتها قوة منع الظواهر السالبة، الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشراً على وجود تمرد ميداني على قرارات اللجنة الأمنية، ويعكس هشاشة قدرة السلطات المحلية على فرض قراراتها في ظل تعدد مراكز القوة المسلحة.
ويرى متابعون أن هذا الرفض يضع اللجنة الأمنية أمام اختبار حقيقي، خاصة في ظل غياب أدوات الضغط الفعالة، وتراجع نفوذ الأجهزة النظامية الرسمية داخل المدينة.
وتأتي هذه التطورات في سياق إنساني بالغ التعقيد، إذ كانت النهود قد شهدت في مايو الماضي أكبر موجة نزوح في تاريخها الحديث، عقب دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة، حيث غادر معظم السكان منازلهم خوفاً من الانتهاكات وتدهور الأوضاع الأمنية.
ويقول مواطنون إن استمرار وجود القوات داخل الأحياء يمنع عودة النازحين، ويعمّق حالة الخوف وعدم اليقين، وسط تدهور الخدمات الأساسية وتوقف الأنشطة الاقتصادية، ما ينذر بتحول المدينة إلى منطقة شبه خالية من سكانها.
ويحذر ناشطون محليون من أن استمرار هذا الوضع قد يقود إلى انفلات أمني أوسع، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في إقليم كردفان، وتزايد الهجمات بالطائرات المسيّرة، وتداخل العمليات العسكرية مع التجمعات السكنية.
كما يخشى مراقبون من أن يؤدي تجاهل القرارات الأمنية المحلية إلى سابقة خطيرة، تضعف هيبة الدولة وتفتح الباب أمام مزيد من التحدي المسلح للسلطات المدنية والأمنية، ما يضاعف معاناة المدنيين ويعقّد أي جهود مستقبلية لإعادة الاستقرار
وفي ظل غياب حلول واضحة، تبقى مدينة النهود عالقة بين قرارات رسمية غير منفذة، وقوة مسلحة تفرض وجودها على الأرض، وسكان يدفعون الثمن الأكبر من أمنهم واستقرارهم ومعيشتهم اليومية.











