شهدنا في الأيام السابقة انتصار القوات المسلحة السودانية في عدة محاور وجبهات في امدرمان، من ضمن هذه الإنتصارات تحرير الإذاعة القومية بعد حصار دام لفترة طويلة تمكنت من خلاله القوات المسلحة من إحكام السيطرة عليها وطرد المليشيا، وهذا النصر يمثل نقطة تحول في مجريات الصراع وتغيير في معادلات الحرب المستمرة لأكثر من تسعة أشهر؛ حيث يمثل ضربة معنوية للمليشيا وحلفائها السياسيين والإقليميين وذات وزن معنوي في وجدان الشعب السوداني.
اقرأ المزيد
هذا الانتصار بلغ صداه أبعاداً إقليمية وعالمية قللت من الحالة الضبابية التي كانت تسود مجريات الحرب في الفترات السابقة، حيث من المتوقع في الفترة القادمة تحرك بعض الفاعلين الإقليميين لتفعيل مبادرات جديدة بعد فشل منبر جدة ومبادرة الايقاد. وهذا يعكس أهمية وتأثير مجريات الحرب على الأمن القومي لدول الجوار في القارة الأفريقية وعلى استقرار المنطقة ككل وذلك لأهمية موقع السودان الإستراتيجي والجيوسياسي لبعض دول المنطقة، خصوصاً بالنسبة للجانب الأمريكي الذي زار السودان في الفترة الأخيرة عبر مبعوثه توم بيرييلو والذي سيكثف زياراته للدول الأفريقية والعربية في الفترات القادمة ربما لاستكشاف وبلورة آلية تدخل دولي وإقليمي مشترك لضمان مصالحهم في الحرب السودانية، وايقافها والذي سيؤدي استمرارها لزعزعة حساباتهم ولعرقلة مصالحهم، وفي ذات السياق نلاحظ زيارة وفد من تحالف تقدم برئاسة عبد الله حمدوك للقاهرة وإجرائه عدة مباحثات مع الجانب المصري وهذا يعكس تأثير انتصارات القوات المسلحة وتحرك حلفاء المليشيا لتدارك ومواكبة التغييرات التي طرأت على مجريات الصراع العسكري، وأن انتصار الاذاعة القومية والانتصارات التي سبقتها تعطي القوات المسلحة وزناً وثقلاً عسكرياً وسياسياً في أي جولة مفاوضات محتملة وسيعيد نظرة الفاعلين الإقليميين والمراقبين بحذر لمجريات الحرب في السودان.
عسى أن تكون هذه مقدمات لدحر مليشيا الدعم السريع وخروجها من المعادلة السياسية والعسكرية، وانتصار القوات المسلحة السودانية في هذه الحرب.
قد يعجبك ايضا
