موجة نزوح واسعة في ولاية سنار بعد سيطرة الدعم السريع ونهب المنازل والأسواق
تشهد مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، ومناطق واسعة من الولاية موجة نزوح واسعة منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة عصر السبت. وأفادت مصادر محلية لـ”أخبار السودان” يوم الأحد بأن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات شملت النهب تحت تهديد السلاح.
وأكدت المصادر أن عناصر الدعم السريع استباحت المحال التجارية والمنازل وسوق مدينة سنجة، الواقعة على بعد حوالي 350 كيلومتر جنوب شرق الخرطوم، فور دخولها المدينة عبر طريق غير ممهد من الاتجاه الجنوبي الغربي. واقتحمت هذه العناصر منازل المواطنين مطالبة بالسيارات، الهواتف النقالة، الأموال، والحلي الذهبية.
ونتيجة لهذه الأحداث، اضطر الآلاف من سكان سنجة والقرى المجاورة للنزوح إلى المناطق الجنوبية والغربية نحو ولاية النيل الأزرق المجاورة، بينما فضل آخرون عبور النيل الأزرق قاصدين ولاية القضارف شرقي البلاد. كما نزح الآلاف من سكان مناطق شرق ولاية سنار على الضفة الشرقية للنيل إلى القضارف، مما أدى إلى ازدحام الطرق الترابية الرابطة بين ولايتي سنار والقضارف.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم السبت، مقاطع مصورة لأعداد كبيرة من المدنيين في سنجة وهم يغادرون منازلهم، بعضهم سيراً على الأقدام وآخرون يستقلون مركبات نقل عامة وخاصة، متجهين نحو بلدات أبو حجار، الدندر، ود النيل وغيرها.
وتضم ولاية سنار نازحين من ولايات الجزيرة، الخرطوم، ودارفور، إضافة إلى نازحين جدد من منطقة جبل موية التي سيطر عليها الدعم السريع الاثنين الماضي.
من جانبه، أفاد المرصد السناري لحقوق الإنسان – مجموعة طوعية – أن قوات الدعم السريع تحتجز عشرات المدنيين من المرضى والكوادر الطبية كدروع بشرية داخل مستشفى سنجة التعليمي وتمنعهم من الخروج، وتستخدم المستشفى كمركز عسكري، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب كاملة الأركان. وحمل المرصد الدعم السريع مسؤولية سلامة المدنيين المحتجزين داخل مستشفى سنجة.
وتسبب دعم السريع في كارثة إنسانية جديدة بتوغلها جنوباً داخل سنجة، عاصمة ولاية سنار، مما أدى إلى نزوح الآلاف من المواطنين جنوباً وجنوب غرب الولاية، بعد حالة من الهلع والتوتر والخوف. وأفادت تقارير بأن الدعم السريع تعرض للفارين بإنزال بعض الأسر من المركبات ونهب الهواتف والأموال.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت يوم السبت السيطرة على قيادة الفرقة 17 مشاة بسنجة، حيث رئاسة الجيش بولاية سنار جنوب شرق السودان، بعد معارك عنيفة ضد الجيش تمكنت خلالها من الوصول إلى رئاسة الفرقة والسيطرة عليها. وتزامن الهجوم على سنجة مع زيارة القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان إلى مواقع الجيش الدفاعية في مدينة سنار، التي سبق أن هاجمها الدعم السريع يوم 25 يونيو قبل أن يتمكن الجيش من صد الهجوم.