مليشيا الدعم السريع تسيطر على سنجة: توسع الصراع إلى ولايات جديدة في السودان
في خطوة مفاجئة، أعلنت مليشيا الدعم السريع السودانية سيطرتها على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، مما أدى إلى انتقال الصراع من ولاية الجزيرة إلى ولايات جديدة.
كيفية السيطرة على سنجة
بينما كان الجيش السوداني يحشد قواته في مدينة سنار لاسترداد منطقة “جبل موية” الإستراتيجية من قبضة قوات الدعم السريع، فوجئ الجيش بأن هذه القوات التفت عليه من الخلف وسيطرت على مدينة سنجة، عاصمة الولاية. وتوجد في سنجة مقر قيادة الفرقة 17 مشاه التابعة للجيش السوداني، حيث بسطت مليشيا الدعم السريع سيطرتها بعد معارك قصيرة.
تقع مدينة سنجة جنوب مدينة سنار على مسافة حوالي 60 كيلومترًا. على الرغم من أنه لا سبيل للوصول إلى سنجة من الشمال إلا عبر سنار، فإن قوات الدعم السريع استخدمت طرقًا غير مألوفة عبر الغابات والمشاريع الزراعية للوصول إلى سنجة، وفقًا لشهود عيان.
تفاصيل الهجوم
شهود عيان أكدوا لموقع “اخبار السودان” أن مليشيا الدعم السريع التي تحركت من منطقة “جبل موية” سلكت طرقًا وعرة وسط الغابات والمشاريع الزراعية غرب سنار، وصولًا إلى سنجة التي هاجمتها من الجنوب الغربي. وأشاروا إلى أن قائد قوات الدعم السريع في محور سنار، عبدالرحمن البيشي، وهو من أبناء المنطقة، استغل معرفته الجيدة بجغرافيتها وتضاريسها لتوجيه قواته بشكل فعال.
ردود الفعل والتداعيات
سيطرة مليشيا الدعم السريع على سنجة أثارت حيرة واستغراب السودانيين، خاصة بعد زيارة قائد الجيش السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، إلى الولاية وتفقده الخطوط الأمامية لقواته التي كانت تستعد لاسترداد “جبل موية”. هذه السيطرة جاءت بعد ساعات فقط من هذه الزيارة، مما سبب صدمة لأنصار الجيش.
توسع الصراع
أكد خبير عسكري أن سيطرة مليشيا الدعم السريع على سنجة نقلت الصراع من ولاية الجزيرة إلى ولايات سنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض. وأشار إلى أن “الدعم السريع” تمتلك قدرة عالية على التمويه والالتفاف والمهاجمة المباشرة وفق تكتيك الكثافة النارية.
وأضاف الخبير أن الجيش السوداني المتمركز الآن في سنار يواجه ثلاثة خيارات: القتال لاسترداد سنجة، الاستسلام، أو الانسحاب شرقًا إلى مدينة القضارف عبر طرق وعرة. وأكد أنه لا توجد طرق معبدة تربط سنار بالقضارف دون المرور عبر ولاية الجزيرة التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
بيان قوات الدعم السريع
أعلنت قوات الدعم السريع، عبر منصة “إكس”، سيطرتها التامة على سنجة بعد هزيمة قوات الجيش السوداني وكتائب الحركة الإسلامية الإرهابية وقوات الدفاع الشعبي. وأفادت بأنها استولت على مخزون كبير من العتاد العسكري، بما في ذلك 112 عربة عسكرية، 6 دبابات مجنزرة، كميات من الأسلحة والذخائر، و250 دراجة بخارية.
الأهمية الإستراتيجية لمدينة سنجة
تعتبر سنجة ملتقى طرق رئيسي يربط شمال وجنوب وغرب وشرق السودان. بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، باتت متحكمة في خطوط وطرق الإمداد لعدة ولايات، بما في ذلك النيل الأزرق والنيل الأبيض وكردفان ودارفور. تتميز سنجة بنشاط اقتصادي كبير في الزراعة وتربية الحيوان، وتعد مركزًا هامًا لزراعة محاصيل مثل الذرة والسمسم والصمغ العربي.