لن تصدق.. هكذا أصبحت الحياة بقرى الجزيرة بعد دخول الدعم السريع
ود مدني، ولاية الجزيرة – وسط السودان
الحياة اليومية تحت سيطرة قوات الدعم السريع
منذ اجتياح قوات الدعم السريع لمدينة ود مدني في 18 ديسمبر الماضي، تغيرت الحياة بشكل جذري في ولاية الجزيرة. سيطرت هذه القوات على المدينة والقرى والمحليات المجاورة، مما أدى إلى حالة من الرعب والترويع بين السكان. ترافق ذلك مع عمليات سلب ونهب، مما جعل الحياة شبه بدائية للمواطنين الذين كانوا يعيشون في ظل حكومة الأمر الواقع التي فرضها الاحتلال.
تدهور الخدمات الأساسية
انقطاع الكهرباء والماء
تدهورت الخدمات الأساسية بشكل كبير، حيث انحسرت أو انعدمت تمامًا بعض الخدمات مثل الكهرباء والماء والمواصلات والاتصالات والسيولة النقدية. بعد الحريق الذي أصاب محول الكهرباء الرئيس بمحطة بركات، تعيش المدينة في ظلام دامس. يعتمد السكان على أضواء البطاريات القابلة لإعادة الشحن، مما أثر بشكل مباشر على محطات المياه والطواحين وخدمة الإنترنت الفضائي (ستارلينك).
التكيف مع الوضع
ابتكر سكان وسط الجزيرة أساليب بقاء بدائية لتعويض غياب الخدمات الأساسية. يلجأ البعض إلى تبريد الماء في “الصواني” للحفاظ على الطعام. ومع انعدام مياه الشرب، أصبحت “عربات الكارو” التي تجرها الأحصنة أو الحمير وسيلة رئيسية لجلب الماء من نهر النيل الأزرق وبيعه للمواطنين.
تأثير الأزمة على الحياة اليومية
الغذاء والمخابز
تعمل مخابز الرغيف لساعتين فقط يوميًا باستخدام وقود الجازولين، مما يزيد من تكلفة الرغيف. يعتمد معظم الناس على النشويات بسبب ندرة الخضروات والفواكه، والتي أصبحت شبه مستحيلة الحصول عليها.
وسائل النقل
فرضت “عربات الكارو” نفسها كوسيلة مواصلات رئيسية بين أحياء المدينة والقرى المجاورة، مما أدى إلى تحول عدد كبير من السكان للعمل في هذه المهنة.
التحديات الأمنية والتجارية
انعدام الأمن
تدنت الخدمات والحياة البدائية لم تمنع اللصوص من الانتشار في الشوارع، مما يجعل الحركة في المساء أشبه بالمجازفة.
التحديات المالية
بات الحصول على النقد صعبًا للغاية بسبب تذبذب السيولة النقدية وفرض أفراد الدعم السريع عمولات كبيرة على التحويلات المالية تصل إلى 20%.
استخدام الفحم النباتي
نظرًا لندرة غاز الطهي، يعتمد المواطنون على الفحم النباتي حيث شوهد السكان يقطعون الأشجار بكثافة لصناعة الفحم، مما أصبح مهنة جديدة لسكان المنطقة.
خاتمة
الحياة في ود مدني وقُرى الجزيرة تحولت إلى معاناة يومية بسبب الأوضاع الراهنة. يكافح السكان للتكيف مع تدهور الخدمات الأساسية وانعدام الأمان، مما يفرض عليهم البحث عن حلول بدائية للبقاء.