اخبار

بيان عاجل وهام من هيئة علماء السودان (التفاصيل)

أعلن الاتحاد السـ,,ـوداني للعلماء والأئمة والدعاة، رفضه الوثيقة الدـ,,ـستورية والتعديلات التي تمت عليها، وقال إنها ساوت بين الدين الإسلامي والمعتقدات الدينية الأخرى والتوافق الشعبي وقيم وأعراف المجتمع، كمصادر للتشريع.

وأوضح الاتحاد في بيان، إن الوثيقة الدـ,,ـستورية حتى بعد التعديلات، تمهد للعلمانية وتصادـ,,ـم شرـ,,ـيعة الإسلام وتمس هوية المسلمين وتؤسس لأزمات متفاقمة.

وفيما يلي نص البيان

بيان الاتحاد السـ,,ـوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة حول تعديلات الوثيقة الدستورية

في 25 شعبان 1446هجري الموافق له 24 فبراير 2025

الحمد لله القائل ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) ) آل عمران – والصلاة والسلام على الناصح الأمين القائل ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم .

أمّا بعد:

فإنّ الاتحاد السـ,,ـوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة بكامل عضويته ممثلاً فيه طوائف من أهل القبلة ؛ واستشعاراً لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه يتوجه بهذا البيان إبراءً للذّمة ونُصحاً للأُمّة ، في شأن اعتماد الوثيقة الدستورية والتعديلات التي أجـ,,ـريت عليها ؛ليستبين النّاسُ حقيقتها ويكونوا على بينةٍ وحذر من أيّ محاولةٍ أثيمةٍ تمس إرادتهم وهُويتهم. لاسيما وأنّ سبب الحرب وباعثها الأول كان رفض الاتفاق الإطاري ومن قبله الوثيقة الدستورية

و أنّ الدّماء التي سالت كانت لأجل هذا الدّين الذي من كلياته حفظ الأنفس والعقول والأعراض والأموال .

فنقول وبالله التوفيق:

أولاً :

سبق أن أصدر الاتحاد جملةً من البيانات وعقد عدّة مؤتمرات صحفية أبان من خلالها الموقف الشرعي من الوثيقة الدستورية وكذلك الاتفاق الإطاري ودستور المحامين ؛ وطالب صراحةً بإلغاء الوثيقة الدستورية من أصلها لما اشتملت عليه من تكريس وتمهيد للعلمانية ومضامين تصادم شريعة الإسلام وتمس هوية المسلمين وتؤسس لأزمات متفاقمة !

ومن خلال هذا البيان يؤكد الاتحاد مجدداً رفضه للوثيقة الدسـ,,ـتورية حتى وإن أجريت عليها بعض التعديلات ، وليس بخافٍ أنّ الوثيقة الدستورية ما وُضعت إلّا لتكون منهاجاً لأهل السـ,,ـودان في الحكم والتحاكم .

إنّ من أبرز ما يجب التنبيه والتأكيد عليه أنّ الأصل في غالبية أهل السـ,,ـودان أنّهم طوائف مسلمة رضيت بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمّدٍ ﷺ نبياً ورسولا وبالقرآن الكريم دستوراً،

وبناءً عليه :

فإنّ أيّ وثيقةٍ أو مشروع دستور يوضع للحـ,,ـكم والتحـ,,ـاكم في السـ,,ـودان يجب أن يتضمّن مايلي :

أ- التنصيص على أنّ الإسلام هو دين الدولة وهُوية أهله .ولا ضير في ذلك ؛ كما تفعل كلُّ الدُّول التي تحترم دينها وثقافتها سواءً كانت دولاً عربيةً أو إسلامية بل حتى الدول النصرانية في

أوربا وأمريكا.

ب- أن تكون شريعة الإسلام هي مصدر التشريع الوحيد و لا يجوز تسويتها بغيرها من المصادر سواءً كانت من المعتقدات الدينية الأخرى أو التوافق الشعبي أو قيم وأعراف الشعب ؛ فوضع ًتشريعات بشرية تخالف تشريع الله وحكمه يعد شركاً بالله تعالى ومنازعةً له في أمره

قال تعالى:( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )المائدة -50

ج ⁠- يراعى في أي وثيقة أو دستور يوضع للحكم والتحاكم حقوق غير المسلمين التي كفلتها لهم الشريعة الإسلامية المتعلقة بدينهم ودور عباداتهم وأحوالهم الشخصية وسائر حقوقهم المنصوص عليها .

د- أن يناط أمر الدستور والوثيقة بأهل الاختصاص فيتولى وضع المضامين من لديهم الأهلية الشرعية من المسلمين الذين عرفوا بسداد الرأي والعلم والنّصح

والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها قال تعالى ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾

[ سورة النساء: 83].

ثانياً :

المخرج من هذا التردي السياسي والأمني والاقتصادي الذي دخل فيه السودان يكمن في أن تُسارع الزمرة التي نصبت نفسها وتولت أمر حكم السودان في هذه الفترة أن يقوموا بالواجبات العاجلة المؤملة فيهم؛ من تخفيف وطأة الفقر والعوز، وحفظ الأمن، وجمع الكلمة وتأليف القلوب، وتهيئة البلاد لحقبة جديدة تستقر فيها سياسيا واقتصادياً، وألا ينتهكوا حق الله فيتعدوا حدوده، وألا يخـ,,ـونوا حقوق عامّة الشعب، فيسلطوا عليهم ثلة محدودة تعبث بهويتهم وكرامتهم وسيادتهم ومآل حالهم، وترهنهم للمؤسسات الدولية، والدول الأجنبية

وختاماً :

يدعوا الاتحاد كافّة أهل السـ,,ـودان

أن يتحملوا مسؤليتهم فيقوموا بدورهم في رفض أي مسلك وعر يفضي بالعباد والبلاد لمتاهاتٍ عواقبها وخيمة ، ولن يكون ذلك ممكناً إلا بتحقيق الاعتصام بحبل الله المتين ودينه القويم وترك التنازع والاختلاف الذي يؤدي إلى الفشل قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) آل عمران – 103.

وقال تعالى ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) الانفال –46 . كما يدعوا إلى تجاوز العصبية التي تناقض قول الله تعالى( إنما المؤمنون إخوة ) الحجرات – 10

وقوله تعالى ( يا أيها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم ) الحجرات – 13 .

وقول النبي الكريم – ﷺ – في بيانه الحكيم: (يا أيها الناس: إن ربكم واحد، و إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي و لا عجمي على عربي، و لا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”،

ألا هل بلغت ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: فليبلغ الشاهد الغائب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com