
صن اير.. التحليق المتوازن
تقترب من العقد الرابع من عمرها، تُعد ضمن قائمة أعرق شركات الطيران عربيا وأفريقيا، حينما كانت تحمل إسم طيران الغرب وصلت في عقد التسعينيات إلى قمتها بامتلاكها العشرات من الطائرات الشرقية ووصل تشغيلها أعلى مستوياته حتى وصل أفغانستان وغيرها من دول كانت ساحات للاقتال والأزمات الإنسانية حيث كانت تسيّر رحلات لمنظمات أممية.
ومع بداية هذه الألفية كانت من اوائل الشركات التي تجاوزت حاجز الحظر الأمريكي باستيرادها لطائرات غربية، ونجحت في أن تكون الشركة الثانية التي يطل عبرها السودان على العالم بجانب سودانير.
بعد ذلك ظلّت تتعرض لمطبات أسهمت في ابعادها أكثر من مرة عن سوق العمل، بيد انها ظلت تكافح من أجل العودة والاستمرارية باظهارها لقوة ارادة واضحة.
وقبل اندلاع الحرب في أبريل 2023 كانت عودتها للتحليق الاقوى في مشوارها ونجحت في إعادة التوازن إلى سوق النقل الجوي بفضل استعانتها بطائرات حديثة وتمكنت بفضل ذلك من الاستحواز على نسبة كبيرة من السوق للأسعار التشجيعية التي كانت تطرحها، وشهدت رحلاتها إقبال كبير خاصة في موسم العمرة في شهر رمضان المعظم الذي اندلعت فيه الحرب.
غير أن الرياح جاءات على عكس ماتشتهي صن اير التي فقدت طائراتها بمطار الخرطوم ولم تجد غير الهبوط الاضطراري والتوقف عن التحليق طوال عامين.
وأخيرا فإنها بدأت في لملمة اطرافها وممارسة ذات هوايتها في تحدي الظروف ورفض رفع راية الاستسلام وقررت العودة للتحليق مجددا.
ودخول صن اير مرة أخرى فإنه يعني إحداث توازن في سوق النقل الجوي بالإضافة إلى توفير خيارات إضافية أمام المسافر،والي أن تعود للتحليق يظل مكانها شاغرا بوصفها من الشركات ذات التكلفة المنخفضة في التشغيل التي تنعكس على أسعار التذاكر وهو مايبحث عنه المسافر.