
في تطورات مثيرة للجدل، ادعت عناصر من قوات الدعم السريع السودانية أنها ألقت القبض على مجموعة من أفراد قبيلة النوير في حامية تقع على الحدود مع دولة جنوب السودان، وزعمت أنهم يتبعون لقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة مالك عقار. في المقابل، أكدت مصادر من جنوب السودان أن الموقع المذكور هو حامية جرانيت الواقعة داخل أراضيها.
يثير هذا الادعاء جملة من التساؤلات والشكوك، إذ تشير روايات مؤكدة إلى عدم وجود أي مظاهر عسكرية أو حامية في منطقة جرانيت، مما يجعل الادعاء بوجود حامية هناك محض افتراء. كما تنفي المصادر وجود أي قوات تابعة لمالك عقار في المنطقة، خاصة بعد دمج قواته في القوات المسلحة السودانية بموجب اتفاقيات الترتيبات الأمنية.
علاوة على ذلك، لا يوجد بين قوات عقار أفراد من قبيلة النوير أو أي قبائل جنوبية أخرى، ولا تعتبر المنطقة نفسها منطقة انتشار لقواته. وبالنظر إلى طبيعة المنطقة، تشير الأدلة إلى أن الموقع المذكور يقع في منطقة المزموم داخل الأراضي السودانية، وليس في جنوب السودان.
وتثير طبيعة المشهد المصور، الذي يقتصر على عرض عربة وأسرى دون وجود آثار لمعركة أو مبان أو آليات عسكرية، شكوكاً حول صحة الادعاء بوقوع اشتباكات. كما أن هيئة عناصر قوات الدعم السريع في الصور لا توحي بأنهم خاضوا معركة حقيقية.
وخلاصة القول، فإن هذه الأحداث تبدو وكأنها مسرحية معدة بعناية لتمرير أجندة معينة، تهدف إلى تمكين قوات الدعم السريع من العبور عبر أراضي جنوب السودان، وخدمة أجندة أخرى تتعلق بالصراع الدائر حالياً في منطقة جونقلي. ويرى مراقبون أن هذه الأحداث تحمل بصمات أجهزة مخابرات إقليمية تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة في المنطقة.