
الخرطوم تشهد “محرقة الجنجويد” مع سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر المليشيات القبلية
أفادت مصادر متعددة وتقارير ميدانية من العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق أخرى، بوقوع خسائر فادحة في صفوف المليشيات القبلية التي تقاتل إلى جانب قوات الدعم السريع، وذلك خلال اشتباكات عنيفة وصفت بأنها “محرقة الجنجويد”. وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل وجرح العشرات من عناصر تلك المليشيات، التي انخرطت مؤخراً في الصراع الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
تجنيد واستقطاب واسع النطاق
تشير المعلومات الواردة إلى أن قيادة قوات الدعم السريع قد كثفت من عمليات استقطاب وتجنيد المقاتلين من مختلف القبائل، مستغلةً الظروف الاقتصادية الصعبة والحاجة المادية. وتتحدث المصادر عن عمليات تجنيد واسعة شملت حتى الأطفال والمراهقين، حيث يتم تجميعهم وتدريبهم بشكل عاجل قبل الزج بهم في خطوط المواجهة الأمامية، لا سيما في محيط القيادة العامة وسلاح المدرعات بالخرطوم، ومناطق أخرى في أم درمان.
اشتباكات عنيفة وخسائر بشرية كبيرة
وصفت مصادر ميدانية ونشطاء المواجهات الأخيرة بأنها كانت بمثابة “محرقة” حقيقية للمقاتلين القبليين، مؤكدين افتقارهم للتدريب والتسليح الكافي لمواجهة نيران القوات المسلحة. وأدت حدة الاشتباكات، خصوصاً في محيط سلاح المدرعات، إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف هذه المليشيات. ونقلت مصادر طبية وشهود عيان مشاهد استقبال المستشفيات لأعداد كبيرة من المصابين، وصعوبة وصول فرق الإسعاف لنقل الجثث والمصابين بسبب استمرار القتال وكثافة النيران. وتحدثت بعض التقارير عن مقتل ما يقارب 120 عنصراً من هذه المليشيات خلال اشتباكات محددة.
انتهاكات واسعة النطاق
تتزامن هذه التطورات الميدانية مع استمرار ورود أنباء عن تورط عناصر من هذه المليشيات القبلية في ارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وتشمل هذه الانتهاكات، بحسب الشهادات، أعمال نهب وسرقة للمنازل والممتلكات، والاعتداء على المواطنين، والمساهمة في حصار الأحياء السكنية ومنع وصول الإمدادات والمساعدات الإنسانية.
سياق الصراع
يأتي انخراط هذه المليشيات القبلية في القتال كجزء من استراتيجية قوات الدعم السريع لتعويض النقص البشري وتعزيز صفوفها في مواجهة الجيش السوداني. وتشير طبيعة هذه المليشيات، التي غالباً ما تفتقر إلى هيكل قيادي وتنظيمي واضح، إلى تفاقم حالة الفوضى والانفلات الأمني، وزيادة معاناة المدنيين العالقين في مناطق النزاع.
مخاوف مستمرة
تعكس الخسائر الكبيرة في صفوف المقاتلين القبليين التكلفة البشرية الباهظة للصراع السوداني، وتسلط الضوء على خطورة استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية لتجنيد الشباب والزج بهم في أتون حرب مدمرة. ويبقى الوضع الميداني في العاصمة والمناطق الأخرى متوتراً وقابلاً للاشتعال، وسط مخاوف من استمرار العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية.