نافذة على الأسرار: رصد الطائرة الأكثر سرية في العالم فوق المنطقة 51

في حدث استثنائي، تمكن هاوي الطيران الأمريكي مايكل روكيتا من توثيق هبوط الطائرة الغامضة RAT55 التابعة لسلاح الجو الأمريكي، والتي تُصنّف من أكثر الطائرات سرية في العالم، فوق منشأة المنطقة 51 في صحراء نيفادا.

رصد نادر فوق قاعدة سرية

التقط روكيتا المشاهد النادرة من نقطة مراقبة تبعد 26 ميلاً قرب قمة تيكابو باستخدام كاميرا عالية الدقة. شاهد مناورات الطائرة قبل هبوطها على المدرج 32، ثم سحبها إلى الحظيرة 18، الأكبر والأكثر غموضًا في القاعدة، المرتبطة بالبرامج الجوية الأكثر سرية في الولايات المتحدة.

ملامح هندسية فريدة

تتميز الطائرة RAT55 بتصميم غير مألوف، يشمل:

• مقدمة ضخمة أشبه بـ “أنف سميك”.

• حدبة علوية بارزة وبروز في البطن.

• نتوء خلفي كبير.

هذه التعديلات تعكس وظيفتها الأساسية كمنصة اختبار للبصمة الرادارية للطائرات، ما يمكّن القوات الجوية الأمريكية من تقييم خصائص التخفي للطائرات الشبحية والقاذفات الاستراتيجية، بما في ذلك دعم تطوير الطائرة بدون طيار RQ-180.

إشارة نداء تكشف الأسرار

الطائرة استخدمت إشارة النداء “Saber 98”، وهو ما يربطها مباشرة بعمليات المنطقة 51. تُجرى مهامها عادة في نطاقات اختبار محظورة مثل قاعدة إدواردز الجوية، حيث تُعطل أنظمة التتبع، ما يعزز أهمية ظهورها بهذا الشكل.

منصة اختبار وليست مقاتلة

رغم الغموض، RAT55 ليست طائرة قتالية، بل منصة اختبار متقدمة مبنية على هيكل بوينغ 737-200 مع تعديلات كبيرة لاستيعاب أنظمة رادار ضخمة في المقدمة والذيل، لمهمة قياس البصمة الرادارية (RCS) للطائرات الشبحية، ما يدعم تطوير تقنيات التخفي الأمريكية.

دور استراتيجي في سباق الشبحية

تلعب الطائرة دورًا مهمًا في اختبار طائرات مثل:

• F-22 Raptor

• F-35 Lightning II

• B-2 Spirit

كما تشارك في برامج حساسة مثل B-21 Raider وNGAD (الجيل القادم من التفوق الجوي)، ما يعكس أهمية برامج التخفي الأمريكية في مواجهة تنامي القدرات العسكرية لكل من الصين وروسيا.

المنطقة 51: معقل الأسرار

تقع المنطقة 51 رسميًا باسم Groom Lake Test Facility، واحتضنت تطوير طائرات تجريبية متقدمة مثل U-2 و SR-71 Blackbird منذ خمسينيات القرن الماضي. شهرتها العسكرية والسرية جعلت أي رصد لطائرة نادرة فيها حدثًا إعلاميًا بارزًا.

نافذة نادرة على المستقبل

رصد الطائرة RAT55 يمثل نافذة استثنائية على برامج عسكرية سرية. فهي ليست مجرد طائرة اختبار، بل مختبر جوي متحرك يحدد نجاح الاستثمارات في تكنولوجيا التخفي.

مع تصاعد المنافسة بين واشنطن وبكين وموسكو، يظهر أن سباق الشبحية مستمر، وأن المنطقة 51 ما تزال محور رسم ملامح الحروب الجوية المقبلة.