احداث وحوادث
عندما تتحول البيئة إلى عدو خفي.. وباء صامت يفتك بالسودان!
المرض ينتشر.. والنجدة لا تصل! ماذا يحدث في السودان؟

تفشي الأوبئة يهدد الأرواح في السودان: الكوليرا وحمى الضنك تتفشيان وسط تدهور بيئي وخدمي
تشهد عدة مناطق في السودان، لا سيما ولاية الخرطوم وأجزاء من كردفان، تفشياً متسارعاً لأمراض وبائية خطيرة على رأسها الكوليرا وحمى الضنك.
ويأتي هذا التدهور الصحي في ظل ظروف بيئية وصحية متردية ونقص حاد في الخدمات الأساسية، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية.
تُشكل الأوضاع البيئية السيئة، وتكدس النفايات، وشح المياه الصالحة للشرب، بيئة خصبة لانتشار نواقل الأمراض مثل الذباب والبعوض، مما يساهم بشكل مباشر في تفاقم انتشار الوباء.
وقد سجلت المناطق المتأثرة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الحالات المشتبه بها والمؤكدة، بالإضافة إلى وفيات مرتبطة بهذه الأمراض، ما يضع ضغطاً هائلاً على النظام الصحي المنهك أصلاً.
يواجه العاملون في المجال الصحي والمنظمات الإنسانية تحديات جسيمة في الاستجابة لهذا التفشي، تشمل صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب الأوضاع الأمنية، ونقص الإمدادات الطبية الأساسية، ومحدودية القدرات اللوجستية.
ويعيق تدمير جزء كبير من البنية التحتية الصحية نتيجة النزاع من جهود احتواء الوباء وتقديم الرعاية اللازمة للمصابين.
يُطلق ناشطون ومختصون في الشأن الصحي نداءات عاجلة للسلطات المعنية والمنظمات الدولية لتكثيف الجهود وتوفير الدعم اللازم لمواجهة الوباء. وتشدد هذه النداءات على ضرورة تحسين الإصحاح البيئي، وتوفير المياه النقية، وتكثيف حملات التوعية الصحية للمواطنين حول طرق الوقاية وكيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها، فضلاً عن ضرورة تسهيل وصول فرق الإغاثة والمساعدات الطبية إلى جميع المناطق المتضررة.
ويؤكد خبراء صحيون أن السيطرة على الوباء تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف، من الحكومة إلى المنظمات الدولية والمجتمع المدني، لمواجهة الأسباب الجذرية للتفشي والعمل على إعادة بناء النظام الصحي وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين لضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل.