
في تطور إقليمي يثير القلق لدى المتابعين للشأن السوداني، برزت مؤشرات تقارب مصري-إيراني يجري بهدوء خلف الكواليس، تقول مصادر إنه يتم بتشجيع إماراتي غير معلن، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول انعكاسات هذا التحول الإقليمي على الوضع في السودان، خصوصًا على موقف الجيش السوداني في صراعه المفتوح مع قوات الدعم السريع المدعومة – بحسب تقارير – من أبوظبي.
الإمارات: من شريك مفترض إلى خصم فعلي في الصراع السوداني؟
وفقًا لمصادر سياسية سودانية، تتصاعد الاتهامات الموجهة إلى الإمارات بشأن تدخلها المباشر في الأزمة السودانية من خلال دعمها الواسع لـميليشيا الدعم السريع، عبر توفير التمويل، السلاح، والدعم الإعلامي والسياسي. وبالرغم من المواقف الدبلوماسية المعلنة، يرى كثيرون أن الإمارات تجاوزت مرحلة الحياد وأصبحت طرفًا فاعلًا في الصراع السوداني ضد الجيش السوداني.
التحالف المصري الإيراني.. مفاجأة تُربك الموازين الإقليمية
التحركات الجارية لتقارب بين مصر وإيران، والتي يعتقد أنها تتم برعاية إماراتية، قد تشكل تهديدًا مباشرًا على الأمن القومي السوداني، خاصة أن إيران تسعى إلى مد نفوذها في مناطق استراتيجية مثل شرق السودان والبحر الأحمر، وهي مناطق هشة أمنيًا وقد تتحول إلى بوابة لدعم غير مباشر لـالمليشيات المسلحة مثل الدعم السريع، كما فعلت إيران سابقًا في اليمن، سوريا، والعراق.
البحر الأحمر: خاصرة السودان الرخوة أمام النفوذ الإيراني
يرى مراقبون أن أي تقارب مصري إيراني برعاية إماراتية قد يفتح الباب أمام تمدد النفوذ الإيراني في البحر الأحمر، عبر موانئ ومناطق شرق السودان، ما يُشكل تهديدًا صريحًا لمصالح السودان ولوجود الجيش السوداني هناك. ومن المتوقع أن تستفيد الدعم السريع من أي دعم لوجستي غير مباشر، مما قد يعزز من موقفها العسكري.
ارتباك في الصف العربي بشأن السودان
في ظل هذا التقارب الجديد، يُخشى من انقسام عربي حول ملف السودان، حيث تُبدي السعودية وقطر دعمًا واضحًا لـالجيش السوداني ووحدة السودان، بينما تتجه مصر والإمارات نحو محور آخر قد يُضعف الموقف العربي الموحد، ويعزز عزلة القيادة العسكرية السودانية.
الأزمة الاقتصادية المصرية وتأثيرها على التحالفات
يرى بعض المحللين أن الضغوط الاقتصادية التي تمر بها مصر قد تدفعها لإعادة النظر في تحالفاتها الإقليمية، بما في ذلك التقارب مع إيران مقابل الحصول على النفط الإيراني، أو استثمارات إماراتية جديدة. وقد يأتي هذا على حساب العلاقة مع السودان، وهو ما يستوجب من الجيش السوداني التحرك بحذر وذكاء.
️ ما المطلوب من الجيش السوداني في هذه المرحلة؟
في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة، ينصح محللون بأن يتحرك الجيش السوداني وفق رؤية استراتيجية تشمل:
-
تعزيز التحالفات مع السعودية وقطر، وتقوية العلاقات الشعبية مع الداخل المصري.
-
فضح الدور الإماراتي والإيراني في دعم الفوضى بالسودان، عبر تقارير حقوقية ودبلوماسية دولية.
-
فتح قنوات مع روسيا والصين لتشكيل توازن في مجلس الأمن تجاه الملف السوداني.
-
إعادة انتشار قواته في البحر الأحمر وتحسين منظومة الاستخبارات البحرية.
الخلاصة:
التحولات الجارية في المنطقة، خصوصًا التقارب المصري الإيراني المدعوم من الإمارات، ليست مجرد مناورة دبلوماسية، بل تهديد استراتيجي مباشر لـالسودان، ولـالجيش السوداني الذي يخوض معركة وجودية ضد مليشيا الدعم السريع. إن تجاهل هذه التغيرات قد يُكلف السودان كثيرًا، ويُعيد رسم خريطة التحالفات في منطقة القرن الأفريقي بطريقة تُضعف الدولة الوطنية السودانية.