في مفاجأة مدوية.. ديبي يوجه أول تهنئة للبرهان منذ اندلاع الحرب

بورتسودان – السودان
في خطوة غير متوقعة أعادت فتح باب التساؤلات حول مستقبل العلاقة بين السودان وتشاد، أعلن مجلس السيادة الانتقالي أن رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح البرهان تلقى برقية تهنئة رسمية من الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، وذلك بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وأوضح البيان الرسمي الصادر عن مجلس السيادة أن الرئيس ديبي “عبر، باسم الشعب التشادي وحكومته، وباسمه الشخصي، عن أحر التهاني وأصدق التبريكات، مقرونة بأطيب التمنيات بالصحة والعافية للبرهان، وللشعب السوداني الشقيق.”
أول تواصل منذ التوترات
وتحمل هذه البرقية دلالة سياسية بالغة، إذ تُعد أول اتصال رسمي من الرئيس التشادي تجاه البرهان منذ تفجر الأزمة بين الخرطوم ونجامينا على خلفية اتهامات سودانية لتشاد بـدعم قوات الدعم السريع في الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.
وكان السودان قد وجه مرارًا اتهامات صريحة لتشاد بالسماح بعبور الإمدادات والسلاح لمليشيا الدعم السريع عبر الحدود المشتركة، الأمر الذي أثار توترًا حادًا في العلاقات الثنائية، قابلته نجامينا حينها بالنفي والتأكيد على “الحياد”.
هل تمثل التهنئة بداية لانفراجة دبلوماسية؟
المراقبون يرون أن برقية التهنئة قد تكون محاولة تشادية لإعادة جسور التواصل مع السلطة السودانية الرسمية، لا سيما مع تعقّد الوضع الميداني والدولي في السودان، وتزايد الأصوات الإقليمية المطالبة بحل سياسي للأزمة.
وتأتي الخطوة في ظل تحركات إقليمية لاحتواء الحرب السودانية، وتنامي المخاوف من تحولها إلى صراع ممتد يتجاوز حدود السودان، مع تورط أطراف خارجية في تغذية النزاع، ومنها تقارير عن دور إماراتي في دعم قوات الدعم السريع، وعلاقات ملتبسة لنجامينا ببعض الفاعلين في النزاع.
برقية أم رسالة سياسية؟
برغم أنها برقية تهنئة بمناسبة دينية، إلا أن التوقيت والمغزى السياسي لا يمكن تجاهلهما، خاصة أن الرئيس ديبي التزم الصمت طوال الأشهر الماضية رغم ضراوة الحرب والاتهامات المباشرة الموجهة لتشاد.
ويترقب الشارع السوداني والمراقبون الإقليميون ما إذا كانت هذه التهنئة ستفتح بابًا لمحادثات أو وساطة محتملة بين الخرطوم ونجامينا، أو أنها مجرد مجاملة بروتوكولية بمناسبة العيد لا أكثر.