“بين الأمل والخذلان.. رسالة مفتوحة إلى سفير السودان في القاهرة”

“بين الأمل والخذلان.. رسالة مفتوحة إلى سفير السودان في القاهرة”
د. ميسون خضر حسين الخضر
إلى سعادة السفير عدوي، سفير السودان بجمهورية مصر،
أكتب هذه الرسالة وفي قلبي مرارة عميقة وحزن ثقيل على ما آل إليه حال السودانيين في مصر، تلك البلاد التي كنا نراها دومًا “الجار الحنون” و”الشقيقة الكبرى”، فإذا بها تتحول في نظر كثير من أبنائنا إلى أرض لا يشعرون فيها بالأمان.
لقد حمل السودانيون معهم إلى مصر أحلام النجاة بعد الحرب، وظنوا أن شعارات الحريات الأربع ستفتح لهم أبواب الطمأنينة والاستقرار. لكن الواقع كان مختلفًا؛ فقد وجد بعضهم أنفسهم ضحايا للاتجار بالبشر، أو مهددين في حياتهم وأعراضهم.
قصة محمد أحمد وزوجته مهيرة مثال مؤلم لذلك. فقد لجأ الزوجان إلى القاهرة بحثًا عن مأمن، لكن النهاية كانت مأساوية؛ إذ فقد محمد أحمد شريكة حياته بعد أن عُثر عليها جثة هامدة، وقد انتُزعت منها كليتاها لتلقى بلا رحمة في شوارع المدينة. جريمة بشعة تختزل حجم الخطر الذي يهدد أبناء شعبنا في أرض الغربة.
سعادة السفير، أنت اليوم راعٍ لكل سوداني يعيش في مصر، ومسؤوليتك جسيمة أمام الله والوطن والتاريخ. إننا لا نطالب بالكثير، فقط نريد حماية كرامة الإنسان السوداني وصون حقه في الحياة الكريمة، كما أوصى رسولنا الكريم ﷺ حين قال: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.”
إن السودانيين في مصر يرفعون أصواتهم إليك مطالبين بالتحرك العاجل لحمايتهم، والتصدي لجرائم الاتجار بالبشر والانتهاكات التي يتعرضون لها. فهل من استجابة تعيد لنا الثقة وتخفف من جراحنا؟
حفظ الله السودان وأبناءه أينما كانوا، ورد لنا عزتنا المفقودة.