
تمدد المواجهات قرب مطار الفاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
تواصلت المواجهات البرية العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تمدد القتال إلى محيط مطار الفاشر القريب من رئاسة الفرقة السادسة مشاة، بعد هجوم واسع شنه الدعم السريع من عدة محاور.
تضارب حول السيطرة على مطار الفاشر
فيما أعلنت منصات تابعة للدعم السريع وصول قواتها إلى المطار والسيطرة عليه، نفت القوة المشتركة هذه الادعاءات ووصفتها بـ”الشائعات”، مؤكدة أنها ما زالت تفرض سيطرة كاملة على المرفق الاستراتيجي.
وقال الجيش السوداني عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إنه تمكن من صد الهجوم وكبّد “مليشيا دقلو” خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، مضيفاً أن من تبقى من المهاجمين لاذوا بالفرار.
معارك عنيفة بمحاور متعددة
مصادر محلية أفادت لـ”سودان تربيون” بأن المواجهات بدأت منذ الصباح الباكر مع قصف مدفعي مكثف استهدف مواقع عسكرية وسكنية داخل الفاشر، بما في ذلك مقر قيادة الفرقة السادسة مشاه ومناطق قرب جامعة الفاشر.
وتركزت هجمات الدعم السريع على المحور الجنوبي الغربي والمحور الشمالي للمدينة، حيث اندلعت معارك عنيفة حول مطار الفاشر الواقع جنوب المدينة.
وضع إنساني متدهور
التصعيد العسكري الأخير يزيد من المعاناة الإنسانية لنحو مليون شخص في الفاشر، يعيشون تحت حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع، ما أدى إلى انعدام الغذاء والدواء.
ورغم الدعوات الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، تواصل الدعم السريع محاولاتها للسيطرة على آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور.
إدانة أممية للهجمات
المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، وصف الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على الفاشر ومخيم أبو شوك للنازحين بأنها “وحشية وغير مقبولة ويجب أن تتوقف فوراً”.
وأشار إلى أن ما لا يقل عن 89 مدنياً قُتلوا خلال عشرة أيام حتى 20 أغسطس، بينهم 16 شخصاً أُعدموا ميدانياً. وأكد أن العديد من الضحايا ينتمون إلى قبيلة الزغاوة، فيما قُتل آخرون على أساس الانتماء القبلي مثل البرتي، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة مؤشراً على عنف ذي دوافع عرقية يمثل خرقاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني.