لماذا أوقفت الإمارات تأشيرات العمل والسياحة للسودانيين ؟

في خطوة اعتُبرت من أبرز التغييرات في سياسات الهجرة لعام 2026، قررت دولة الإمارات العربية المتحدة إيقاف إصدار تأشيرات العمل والسياحة لمواطني تسع دول من آسيا وإفريقيا، من بينها السودان، ابتداءً من العام المقبل. ويشمل القرار التأشيرات الجديدة فقط، فيما لا يتأثر المقيمون حالياً في الدولة ممّن يحملون تأشيرات سارية المفعول. وبحسب تعميم داخلي تم تداوله عبر وسائل إعلام، فإن القرار يشمل كلاً من أفغانستان، ليبيا، اليمن، الصومال، لبنان، بنغلاديش، الكاميرون، السودان وأوغندا.
ورغم عدم صدور بيان رسمي من السلطات الإماراتية حتى الآن، يرى محللون أن الخطوة تعود إلى عدة أسباب محتملة، من بينها مخاوف أمنية متعلقة بتزوير الوثائق والهجرة غير الشرعية والتهديدات الإرهابية، إضافة إلى عوامل دبلوماسية ترتبط بالعلاقات المعقدة مع بعض الدول المشمولة. كما أُشير إلى اعتبارات صحية تتعلق بضعف أنظمة الفحص الطبي واستمرار بروتوكولات ما بعد جائحة كورونا، فضلاً عن مساعٍ لتطوير الأنظمة الرقمية الخاصة بالهوية والتأشيرات من أجل تقليل التلاعب الورقي.
وقد أثار القرار ردود فعل واسعة بسبب تأثيراته الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة، إذ من المرجح أن يؤدي إلى تراجع فرص العمل لمواطني هذه الدول داخل الإمارات، خصوصاً في قطاعات مثل البناء والخدمات، إلى جانب تعطيل تدفقات التحويلات المالية التي يعتمد عليها ملايين الأسر في دول مثل السودان وبنغلاديش. كما يُتوقع أن يترك القرار أثراً ملحوظاً على القطاع السياحي، مع تراجع حركة الزوار القادمين من إفريقيا وجنوب آسيا.
ورغم الجدل المثار، أكدت مصادر أن القرار مؤقت ولم يُحدد بعد إطار زمني لإنهائه، مشيرة إلى أنه عند رفع التعليق ستُستأنف إجراءات التقديم المعتادة عبر البوابات الإلكترونية الرسمية للتأشيرات، إضافة إلى السفارات والقنصليات ومكاتب الهجرة المعتمدة.