اخبار
السودان في مواجهة الأوبئة: تحديات الكوليرا، حمى الضنك، والكبد الوبائي

يشهد السودان حاليًا أزمة صحية حرجة تتفاقم بفعل الظروف الراهنة، حيث أعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن إحصائيات مقلقة تتعلق بانتشار ثلاثة أوبئة رئيسية: الكوليرا، حمى الضنك، والكبد الوبائي. تعكس هذه الأرقام حجم التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في البلاد، وتدعو إلى تضافر الجهود المحلية والدولية لمواجهة هذه الأزمات المتتالية.
الكوليرا: تفشٍ واسع النطاق يهدد الأرواح
كشفت وزارة الصحة الاتحادية عن تسجيل 951 حالة إصابة بالكوليرا، أدت إلى 34 وفاة في 15 ولاية سودانية [1]. هذه الأرقام تؤكد تفشي الوباء على نطاق واسع، مما يثير قلق المنظمات الإنسانية الدولية. فقد حذرت منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة الصحة العالمية مرارًا من تفاقم الوضع، مشيرة إلى أن الكوليرا وصلت إلى كل ولاية في السودان، مع تسجيل عشرات الآلاف من الإصابات وآلاف الوفيات خلال العام الماضي [2, 3]. وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية حملات تطعيم لمكافحة الوباء، لكن التحديات اللوجستية والأمنية تعيق جهود الاستجابة الفعالة [4].
حمى الضنك: الخرطوم والجزيرة في صدارة الولايات المتأثرة
بالإضافة إلى الكوليرا، سجلت وزارة الصحة 3676 إصابة بحمى الضنك في 7 ولايات. وتظهر الإحصائيات أن ولاية الخرطوم تتصدر الولايات المتأثرة بنسبة 80% من إجمالي الإصابات، تليها ولاية الجزيرة بنسبة 11.8% [1]. وقد أشار وزير الصحة السوداني إلى الانتشار السريع للمرض، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الوزارة تعمل على احتواء الوضع رغم حالة الهلع بين المرضى [5]. وتعد حمى الضنك عدوى فيروسية تنتقل عن طريق لسعات البعوض، وتزدهر في البيئات التي تعاني من سوء الصرف الصحي وتجمع المياه [6].
الكبد الوبائي: الجزيرة بؤرة الوفيات والإصابات
أما فيما يتعلق بالكبد الوبائي، فقد تم تسجيل 59 حالة إصابة، منها 5 وفيات، وجميع هذه الحالات والوفيات تركزت في ولاية الجزيرة [1]. هذا التركيز الجغرافي يشير إلى الحاجة الملحة لتدخلات صحية موجهة في هذه الولاية لتحديد أسباب الانتشار والسيطرة عليه.
السياق العام والتحديات
تأتي هذه الأرقام المقلقة في ظل وضع إنساني وصحي متدهور في السودان، حيث تؤثر النزاعات المسلحة والفقر وضعف البنية التحتية الصحية بشكل كبير على قدرة البلاد على الاستجابة للأوبئة. إن النقص في المياه النظيفة، والصرف الصحي الملائم، والرعاية الصحية الأساسية يخلق بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية. تتطلب هذه الأزمة استجابة شاملة تتجاوز مجرد العلاج، لتشمل تحسين الظروف المعيشية، وتوفير اللقاحات، وتعزيز الوعي الصحي بين السكان.