اخبار العالم

ثورة في علاج سرطان الكبد بالإمارات

ثورة في علاج سرطان الكبد بالإمارات

مقدمة:
في خطوة رائدة تعزز مكانة الإمارات كوجهة عالمية للسياحة العلاجية، شهد القطاع الصحي إنجازًا طبيًا غير مسبوق. فقد نجح معهد برجيل للأورام (BCI) في إجراء أول عملية من نوعها في الإمارات ومنطقة الخليج لزراعة مضخة ضخ الشريان الكبدي (HAIP)، وهي تقنية متطورة تفتح آفاقًا جديدة لعلاج أورام الكبد غير القابلة للجراحة، خاصة تلك الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم المنتشر.
هذا الإنجاز لا يمثل فقط نقطة تحول في علاج سرطان الكبد، بل يمنح أملًا جديدًا للمرضى الذين كانت خياراتهم العلاجية محدودة في السابق. في هذا المقال، نستعرض كل ما تريد معرفته عن هذه التقنية الواعدة، وكيف تساهم في تغيير مستقبل علاج الأورام في الإمارات.

ما هي مضخة ضخ الشريان الكبدي (HAIP)؟

مضخة ضخ الشريان الكبدي، أو Hepatic Artery Infusion Pump (HAIP)، هي جهاز صغير يُزرع جراحيًا تحت جلد البطن. يتصل هذا الجهاز مباشرة بـ الشريان الكبدي، وهو الوعاء الدموي الرئيسي الذي يغذي الكبد. تعمل المضخة على توصيل جرعات عالية ومركزة من العلاج الكيميائي مباشرة إلى أورام الكبد.
وفقًا لـ Mayo Clinic، “يسمح العلاج الكيميائي بمضخة التسريب عبر شريان الكبد بوصول جرعات أعلى من العلاج الكيميائي إلى السرطان مقارنة بالعلاجات القياسية” [1].
هذه الطريقة تضمن استهداف الخلايا السرطانية بدقة متناهية، مما يقلل من تعرض بقية أعضاء الجسم للعلاج الكيميائي، ويحد من آثاره الجانبية الشائعة.
| مقارنة بين العلاج التقليدي وتقنية HAIP | | :— | :— | :— | | الميزة | العلاج الكيميائي الوريدي التقليدي | تقنية مضخة الشريان الكبدي (HAIP) | | طريقة التوصيل | عن طريق الوريد، وينتشر في الجسم كله | مباشرة إلى الشريان الكبدي المغذي للورم | | تركيز الدواء | تركيز منخفض في الكبد | تركيز عالٍ ومباشر في الورم | | الآثار الجانبية | منتشرة في الجسم (غثيان، تعب، تساقط شعر) | قليلة ومحدودة، لتركيز العلاج في الكبد | | الفعالية | محدودة في بعض الحالات المتقدمة | فعالية عالية في تقليص الأورام | | الهدف | السيطرة على انتشار المرض | تقليص الورم لجعله قابلًا للاستئصال الجراحي |

كيف تساهم تقنية HAIP في علاج سرطان الكبد؟

تعتبر هذه التقنية، المعتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ثورة في مجال جراحة الأورام المتقدمة. الفائدة الرئيسية تكمن في قدرتها على تحويل الأورام غير القابلة للاستئصال إلى أورام يمكن إزالتها جراحيًا.
يوضح الدكتور محمد عديلة، استشاري جراحة الأورام في مدينة برجيل الطبية، أن هذه التقنية “تُمكّن الأطباء من تقليص حجم الأورام غير القابلة للاستئصال، مما قد يجعلها قابلة للجراحة مستقبلاً، وبالتالي زيادة فرص الشفاء وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة“.

إنجاز إماراتي يعزز الريادة في علاج الأورام

يضع هذا الإنجاز الطبي دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في مجال علاج الأورام. حيث ينضم معهد برجيل للأورام إلى نخبة قليلة من المراكز الطبية العالمية التي تجري هذا النوع من العمليات المعقدة.
يقول البروفيسور حميد الشامسي، الرئيس التنفيذي لمعهد برجيل للأورام: “إدخال تقنية مضخة ضخ الشريان الكبدي يمثل نقطة تحول في علاج سرطان الكبد الناتج عن أورام القولون والمستقيم المنتشرة، ويدعم جهود الإمارات في أن تكون وجهة إقليمية رائدة في علاج السرطان والسياحة العلاجية.”
لم يعد المرضى في الإمارات والمنطقة بحاجة للسفر إلى الخارج للحصول على أحدث العلاجات، بل أصبح بإمكانهم الاستفادة من أفضل التقنيات والخبرات الطبية داخل الدولة.

أسئلة شائعة (FAQ)

س1: لمن تصلح تقنية مضخة الشريان الكبدي (HAIP)؟
تُستخدم هذه التقنية بشكل أساسي لعلاج المرضى الذين يعانون من سرطان القولون والمستقيم المنتشر إلى الكبد، والذين لا يمكن استئصال أورامهم جراحيًا في المرحلة الأولى. كما يمكن استخدامها لعلاج أنواع أخرى من أورام الكبد النقيلية.
س2: كم تستغرق عملية زراعة المضخة؟
استغرقت العملية الأولى التي أجريت في الإمارات حوالي خمس ساعات، وتعتبر عملية جراحية دقيقة تتطلب فريقًا طبيًا ذا خبرة عالية.
س3: هل العلاج بتقنية HAIP آمن؟
نعم، تعتبر التقنية آمنة وفعالة عند إجرائها بواسطة فريق طبي متخصص. فهي تقلل بشكل كبير من الآثار الجانبية مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي، مما يحسن من جودة حياة المريض أثناء فترة العلاج.
س4: ما هي فرص الشفاء بعد استخدام هذه التقنية؟
تهدف التقنية إلى تقليص حجم الورم لتمكين الجراحين من استئصاله بالكامل، مما يزيد بشكل كبير من فرص الشفاء التام ويحسن من معدلات البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل.

خاتمة: أمل جديد في مواجهة السرطان

يمثل إدخال تقنية مضخة ضخ الشريان الكبدي (HAIP) إلى الإمارات إنجازًا يجسد التزام الدولة بتوفير أحدث ما توصل إليه العلم في مجال الرعاية الصحية. هذه الخطوة لا تفتح باب الأمل للمرضى فحسب، بل ترسخ أيضًا مكانة الإمارات كمركز رائد للابتكار الطبي في المنطقة.
إذا كنت أنت أو أحد أقاربك تعانون من سرطان الكبد المنتشر، فإن استشارة فريق طبي متخصص في معهد برجيل للأورام قد تكون الخطوة الأولى نحو الحصول على فرصة علاجية جديدة ومبتكرة.
تابع قناة اخبار السودان على الواتساب ليصلك جديد الاخبار (اضغط هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com