اقتصاد

بدر للطيران تُلغي رحلاتها إلى مطار الخرطوم بعد الغارات الأخيرة

بدر للطيران تُلغي رحلاتها إلى مطار الخرطوم بعد الغارات الأخيرة

في تطور يعكس تداعيات التصعيد العسكري على القطاع الاقتصادي والخدمي في السودان، أعلنت شركة بدر للطيران عن إلغاء رحلاتها المجدولة إلى مطار الخرطوم، وتعليق جميع الرحلات المقررة أيام الخميس والجمعة والسبت، على أن يُعاد فتح باب الحجز اعتباراً من السادس والعشرين من أكتوبر الجاري.

ووفق ما نقلته قناة الشرق، فإن القرار جاء عقب الهجمات الجوية التي استهدفت مطار الخرطوم خلال اليومين الماضيين، والتي تسببت في تعليق رسمي لاستئناف الرحلات الداخلية بالمطار إلى أجل غير مسمى. وأكدت مصادر ملاحية أن السلطات السودانية قررت تجميد نشاط المطار مؤقتاً بعد تعرضه لهجوم جديد بطائرات مسيّرة صباح الأربعاء، في عملية نُسبت إلى قوات الدعم السريع، دون صدور بيان رسمي يوضح حجم الأضرار.

تداعيات اقتصادية وأمنية

القرار يُعد ضربة جديدة لقطاع الطيران المدني السوداني الذي يعاني من توقف متكرر للرحلات وتراجع في حجم الحركة الجوية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. وتخشى شركات الطيران من أن تؤدي الهجمات الجوية المتكررة إلى تدمير المرافق التشغيلية لمطار الخرطوم، وتعطيل مساعي الحكومة لإعادة تفعيل حركة النقل الجوي الداخلي والدولي.

وبحسب مصادر اقتصادية، فإن تعليق رحلات بدر للطيران سيؤثر على سوق النقل التجاري واللوجستي بين الخرطوم والولايات، خاصة أن الشركة تُعد من أبرز المشغلين المحليين والدوليين الذين واصلوا العمل رغم التحديات الأمنية. ويخشى المراقبون من أن يؤدي استمرار التهديدات إلى انسحاب تدريجي لبقية الشركات، ما سيُفاقم عزلة السودان الجوية ويؤثر على عمليات الإغاثة الإنسانية.

دلائل فنية على وقوع الهجوم

في تأكيد تقني نادر، أظهرت صور الأقمار الصناعية الصادرة عن مرصد ناسا لرصد الحرائق (FIRMS) بتاريخ 22 أكتوبر 2025 مؤشرات حرارية قوية في محيط مطار الخرطوم، تشير إلى وقوع انفجارات ناتجة عن استهداف جوي. وتُستخدم هذه البيانات عادة لتتبع مواقع الحرائق والانفجارات بدقة زمنية ومكانية عالية، ما يعزز رواية استهداف المطار بطائرات مسيّرة.

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر الأمني في العاصمة الخرطوم، بالتزامن مع تهديدات سابقة أطلقها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، توعّد فيها باستهداف المطارات داخل السودان وخارجه رداً على استخدام الجيش للطائرات المسيّرة ضد قواته في دارفور وكردفان.

انعكاسات أوسع على الاقتصاد السوداني

ويرى محللون أن توقف الرحلات الجوية المنتظمة سيؤدي إلى تراجع إضافي في حركة التجارة والسياحة والنقل البريدي، إلى جانب ارتفاع تكاليف الشحن الجوي والاعتماد المفرط على الطرق البرية التي تعاني من انعدام الأمن. كما يُتوقع أن تتأثر أسعار التذاكر والشحن الدولي بسبب انخفاض عدد الشركات العاملة وارتفاع المخاطر التشغيلية.

ويحذر خبراء من أن استمرار استهداف البنية التحتية الحيوية مثل المطارات ومحطات الكهرباء سيؤدي إلى شلل اقتصادي تدريجي، خصوصاً في ظل انكماش الناتج المحلي الإجمالي وتدهور سعر صرف الجنيه السوداني في السوق الموازي.

تابع قناة اخبار السودان على الواتساب ليصلك جديد الاخبار (اضغط هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com