كواليس سقوط الفاشر.. تفاهمات خفية وراء الانسحاب العسكري

كواليس سقوط الفاشر.. تفاهمات خفية وراء الانسحاب العسكري
كشفت لجان المقاومة بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور تفاصيل جديدة حول ما وصفته بـ”الانسحاب غير القتالي” لقوات الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، وذلك عقب إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة.
وقالت اللجان في بيان رسمي إن ضباط وجنود الفرقة خاضوا معارك عنيفة دفاعاً عن مدينة الفاشر، قبل أن تصدر أوامر من القيادات العسكرية بوقف إطلاق النار، ما أدى إلى انسحاب تدريجي للقوات من مواقعها الدفاعية. وأضاف البيان أن المدفعية العسكرية توقفت عن العمل في وقت حساس، مما سمح لقوات الدعم السريع بالتقدم نحو مقر القيادة.
وأوضحت لجان مقاومة الفاشر أن ما جرى لم يكن انهياراً ميدانياً، بل نتيجة تفاهمات سياسية غير معلنة ضمنت خروج قيادات الجيش من المدينة بأمان، مقابل تسليم المواقع العسكرية الرئيسية. وأشارت إلى أن آلاف الجنود تُركوا دون أوامر أو دعم، واصفة ما حدث بأنه “خذلان لمدينة الصمود”.
وأكد البيان أن المدفعية بالفاشر كانت تمثل أقوى نقاط الدفاع في شمال دارفور، وأن الدعم السريع لم يتمكن من اختراقها طوال فترة القتال داخل المدينة. وأضاف: “الفاشر لم تسقط عسكرياً، بل أُسقطت بالتفاهمات”، في إشارة إلى ما اعتبرته اللجان صفقة سياسية أنهت صمود المدينة الطويل.
ويثير هذا الموقف تساؤلات واسعة حول طبيعة الانسحاب العسكري في الفاشر، ودور التفاهمات السياسية في تحديد مصير المعارك داخل السودان، وسط مخاوف من أن تتحول التجربة إلى نموذج لتصفية المعاقل الاستراتيجية بعيداً عن ساحة القتال.











