برلمانية أسترالية تهاجم الإمارات وتعلن دعمها للشعب السوداني | تفاصيل كاملة

أثارت السيناتور الأسترالية ليديا ثورب جدلاً واسعاً داخل البرلمان الأسترالي بعد أن ألقت خطاباً هاجمت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة وأعلنت تضامنها الكامل مع الشعب السوداني، متهمةً أبوظبي بدعم ميليشيا قوات الدعم السريع المتورطة في ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية الجارية في إقليم دارفور”. وخلال جلسة لمجلس الشيوخ الأسترالي، طالبت ثورب حكومة حزب العمال الأسترالي الحاكم بفرض عقوبات اقتصادية صارمة على الإمارات وقطع العلاقات التجارية معها، مشيرة إلى أن استمرار التعاون الاقتصادي مع أبوظبي في ظل هذه الاتهامات يُعد تواطؤاً غير مباشر في جرائم الحرب التي تُرتكب بحق المدنيين السودانيين.
وقالت السيناتور في كلمتها أمام البرلمان الأسترالي إن السودان يعيش واحدة من أكثر المآسي الإنسانية قسوة في العالم، مضيفةً: “كما في معظم الإبادات الجماعية، فإن الغرب ليس مجرد متواطئ، بل هو محرّك فعّال للصراع. السودان يحترق، والدماء تلطّخ الأرض حتى تُرى من الفضاء.” وأشارت إلى أن مئات الأمهات قُتلن داخل مستشفى للولادة في دارفور، بينما قُتل وهُجّر الآلاف من المدنيين قسراً إثر اجتياح ميليشيا الدعم السريع المدعومة من الإمارات مدينة الفاشر خلال الأسبوع الماضي.
واتهمت ثورب الإمارات بتغذية الإبادة الجماعية في السودان من خلال تهريب أسلحة غربية الصنع إلى قوات الدعم السريع وتقديم دعم مباشر لها، مؤكدة أن هذه الممارسات تُسهم في استمرار الصراع وعرقلة أي جهود للسلام. وانتقدت بشدة موقف الحكومة الأسترالية التي تواصل تعزيز علاقاتها التجارية مع الإمارات، رغم ما قالت إنه تورط واضح في جرائم حرب وانتهاكات ضد المدنيين السودانيين.
وفي كلمتها، وجهت ثورب انتقادات حادة إلى المجتمع الدولي متهمةً إياه بالتقاعس عن اتخاذ خطوات حقيقية لوقف الانتهاكات في دارفور، وقالت: “لقد نبّه النشطاء السودانيون على الأرض مراراً المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة، لكن بالنسبة للغرب فإن الحفاظ على العلاقات مع الإمارات أهم من إنقاذ شعب دارفور.” كما شددت على ضرورة أن تتحمل الدول الغربية مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب السوداني الذي يواجه أوضاعاً مأساوية منذ اندلاع الصراع.
وفي ختام خطابها، دعت السيناتور الأسترالية إلى قطع العلاقات التجارية بين أستراليا والإمارات وفرض عقوبات شاملة على الأخيرة، بالإضافة إلى فتح ممرات إنسانية للاجئين السودانيين وتقديم الدعم الفوري للمجتمعات السودانية المقيمة في أستراليا، مؤكدة أن موقفها ينبع من إيمانها بالعدالة والإنسانية. وقالت ثورب في ختام حديثها: “أنا أقف مع شعب السودان. نضالهم هو نضالنا، ومصيرهم هو مصيرنا.” وتُعد هذه التصريحات من أقوى المواقف السياسية التي عبّر عنها برلماني أسترالي تجاه الأزمة السودانية، وسط توقعات بأن تثير موجة من النقاش الدبلوماسي بين أستراليا والإمارات حول طبيعة العلاقات بين البلدين ودور أبوظبي في الصراع السوداني.











