كيكل: أسرار الأيام الأولى ورهق اللحظات الأخيرة
شهدت الفترة الأخيرة تحركات مكثفة للمتمرد أبو عاقلة كيكل، الذي كان قد انفصل عن مليشيا الدعم السريع، متخذا خطوات غير معلنة لزيادة مساحة الأمان حوله بعد تصاعد الخصومة مع عصابة الماهرية التي تسيطر على الدعم السريع. ومنذ نحو شهر، بدأ كيكل في تحركات سرية خارج ود مدني، تحت ذريعة فتح جبهة جديدة في مدينة الفاو. إلا أن هذه التحركات تم كشفها مبكرًا، مما أدى إلى استهدافه بالطيران قبل حتى أن يسمع جيش الفاو بوجوده.
استهداف الطيران والنجاة بصعوبة
تحركات كيكل العسكرية باءت بالفشل بعدما تم رصد المتحرك العسكري الخاص به في منطقة “كمبو صفر” واستهدافه بالطيران الحربي. تمت مطاردته حتى قريته “الكاهلي زيدان”، حيث نجا بصعوبة من قصف الطيران للمرة الثانية في نفس اليوم. بعد ذلك، اتهم كيكل عناصر في الدعم السريع وبعض المواطنين في المنطقة بتسريب تحركاته إلى الجيش.
اتصالات مع الجيش السوداني
بعد شهر من الحرب، حاول كيكل التواصل مع الفرقة الأولى في ود مدني، محاولًا تقديم خدماته للجيش السوداني، إلا أن القوات المسلحة لم تبدِ حماسة للتعاون معه. رغم محاولات التواصل مع ضباط معاشيين من منطقة البطانة للتوسط، إلا أن مشاركة كيكل في احتلال ود مدني في ديسمبر الماضي كانت عاملًا رئيسيًا في رفض الجيش استقباله.
رفض التواصل والقلق من التداعيات
بالنسبة للجيش السوداني، لم يكن هناك ما يقدمه كيكل من معلومات أو خدمات تتجاوز ما هو متاح علنًا، حيث أن معلومات الدعم السريع أصبحت متاحة للجميع، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي. قبول الجيش للتعاون مع كيكل كان يمكن أن يؤدي إلى عداء مع مواطني الجزيرة، وهو أمر تجنبه الجيش.
مجزرة ود أبو صالح ومحاولات إنقاذ النفس
في واحدة من محاولاته الأخيرة لفك الحصار عن مصفاة الجيلي، فقد كيكل 23 عربة من أصل 30 تحت قصف الطيران الحربي. يُعتقد أن المعلومات عن تحركات كيكل قد تكون قد جاءت من طرفه نفسه، في محاولة لتسريب المعلومات إلى استخبارات الجيش لإنقاذ نفسه، وهو رجل يواجه رهق اللحظات الأخيرة والشك المستمر في كل شيء.
تحركات فوضوية وخلاف مع المليشيا
في الأسابيع الأخيرة، بدأ كيكل في إظهار تحركات عشوائية وفقد السيطرة على خطواته. تنقل بين مناطق مختلفة مثل الفاو، الكاملين، وود أبو صالح في محاولة يائسة لإيجاد ملاذ آمن. قطع كيكل علاقته نهائيًا بالدعم السريع بعد رفضه إرسال جنوده إلى الفاشر، ودخل في حالة من الارتباك والقلق المستمر، حيث أصبح يتنقل من مكان لآخر دون هدف واضح.