
مبعوثان للبرهان… ماذا تريد تشاد؟
كشف موقع “تشاد وان” عن إرسال الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي مبعوثين إلى مدينة بورتسودان لإجراء محادثات مع مجلس السيادة السوداني، وسط توتر متزايد بين البلدين. وتأتي هذه الخطوة في وقت يتهم فيه السودان الحكومة التشادية بدعم مليشيا الدعم السريع، وتمرير الأسلحة الإماراتية عبر أراضيها، وهي اتهامات زادت من تعقيد المشهد الإقليمي.
وعلى الرغم من عدم اتضاح الأهداف الحقيقية للزيارة، يرى مراقبون أن إرسال انجمينا مبعوثين للسودان ليست المرة الأولى منذ توتر الأوضاع بين البلدين، بسبب دعم الحكومة التشادية لمليشيا الدعم السريع، غير أن هذه الزيارة تأتي مختلفة في ظل تطورات الوضع العسكري والسياسي مؤخرا، ليبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: ما الذي يريده ديبي من البرهان؟
تساؤلات حول سرية الزيارة ومخاوف ديبي من تصدرها المشهد
تساءل موقع “تشاد وان” عن المخاطر المحتملة التي قد تواجهها تشاد والمنطقة إذا استمر النزاع السوداني، مشيرا إلى أن هذه المبادرة قد تكون بداية لوساطة دبلوماسية أو ربما تحركا استباقيا لحماية المصالح التشادية، لكنه لم يتطرق للمخاوف التي دفعت ديبي للتحرك إلى بورسودان، مكتفيا بأنه من المتوقع أن تحمل الأيام القادمة مزيدا من التفاصيل حول طبيعة المحادثات والأهداف الحقيقية لها.
وفي هذا السياق، يرى الخبير العسكري الفاتح محجوب أن ثمة توترا بين الدعم السريع والحكومة التشادية ناتج عن اختطاف الدعم لمواطن تشادي، ما جعل الحكومة التشادية تغلق المعبر احتجاجا على تصرف الدعم السريع.
احتدام الخلاف وتبادل الاتهامات
لقد ظلت العلاقة بين السودان وتشاد تشهد حالة من التوتر مؤخرا منذ اندلاع الحرب في السودان، واتهام الخرطوم انجمينا بإشعال الصراع من خلال دعم مليشيا الدعم السريع، على الرغم من روابط الجوار وتقاطع المصالح السياسية والأمنية والاجتماعية.
واحتدم الخلاف خلال شهري نوفمبر وديسمبر من العام الماضي، حين شن مساعد قائد الجيش ياسر العطا هجوما على انجمينا، واتهمها بإرسال إمدادات للدعم السريع.
وفي مارس الماضي، قال مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس في جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع في السودان إن حدود تشاد أصبحت خط الإمداد الأول لقوات الدعم السريع بالسلاح والمؤن والمرتزقة لتواصل حربها ضد الشعب السوداني.
محاولة تهدئة التوترات وتصحيح المواقف
وفي غضون كل ذلك من أحداث واتهامات بين البلدين، بعث الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي مبعوثين للبرهان للجلوس معه، في محادثات يرجح أنها محاولة لتهدئة التوترات بين الجانبين.
ووفق الخبير والمحلل السياسي عوض محمد عثمان، فإن تشاد اتضح لها موقفها الخاطئ من السودان، مرجحا أن تكون زيارة المبعوثين في غضون محاولة لإنهاء التوترات بين البلدين وتصحيح تشاد لمسارها.
مؤكدا أن الأيام أثبتت أن كل من ارتبط اسمه بالدعم السريع يقف الموقف الخاطئ، سواء كانت دول أو قوى سياسية.
وتابع: “في اعتقادي أن الزيارة من أجل تصحيح المواقف، ونرحب بكل من يقف الموقف الصحيح، وأن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي”.
ما هي مخاوف الرئيس ديبي؟
تداعيات الأحداث سياسيا وعلى الأرض ميدانيا في السودان هي ربما أحد أهم ما دفع الرئيس التشادي لإرسال مبعوثين سرا إلى بورتسودان، بحسب كثيرين، ما يجعل التساؤل حول سرية الزيارة ومخاوف ديبي وخشيته من تصدر المشهد، فما الذي يخشاه الرئيس التشادي؟