انشقاق قيادات قانونية عن المليشيا وانضمامهم للجيش.. شهادات تكشف “معتقلات الموت” والانتهاكات الصادمة في الخرطوم

في تطور لافت على الساحة السودانية، أعلن عدد من المستشارين القانونيين انشقاقهم عن المليشيا المتمردة وانضمامهم إلى صفوف القوات المسلحة، مؤكدين التزامهم بالعمل جنبًا إلى جنب مع الجيش في ما وصفوه بـ “معركة الكرامة المصيرية”.

انشقاقات تكشف المستور

خلال مؤتمر صحفي، كشف المنشقون عن حقائق صادمة تتعلق بجرائم المليشيا، شملت عمليات قتل وسلب بحق المدنيين، إضافة إلى فساد واسع وتمييز داخلي. كما أشاروا إلى مشاريع وصفوها بـ”المشبوهة” تهدف إلى تمزيق وحدة البلاد وزعزعة استقرارها، مؤكدين أن المليشيا تحولت إلى أداة لنهب موارد السودان وإضعاف مؤسساته الوطنية.

“معتقلات الموت” في قلب الخرطوم

المستشار مصطفى عبد الكريم عبد الرحمن، استشاري حقوق الإنسان والقانون الدولي، كشف عن رصد أكثر من 60 معتقلاً سريًا من أصل نحو 100 معتقل داخل العاصمة الخرطوم، يطلق عليها السكان “معتقلات الموت”.
وأوضح أن هذه المعتقلات تقع في منازل مهجّرة، حيث يُحتجز المواطنون لفترات طويلة بتهم ملفقة، قبل أن يتم ترحيلهم إلى سجن الرياض (العمارة الهيكلية)، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.

مأساة إنسانية داخل سجن سوبا

الأوضاع المأساوية لم تتوقف عند ذلك، إذ تحدث المنشقون عن ظروف كارثية في سجن سوبا، حيث يقبع أكثر من 1000 معتقل في حالة حرجة، وسط انعدام الغذاء والدواء وانتشار أمراض خطيرة مثل الكوليرا والكبد الوبائي.
كما أشار التقرير إلى وفاة محتجزين يوميًا نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي، في وقت يضم فيه السجن 317 مسنًا فوق السبعين عامًا يعانون أمراضًا مزمنة، فضلًا عن احتجاز أطفال دون الخامسة عشرة مع البالغين في ظروف قاسية وغير إنسانية.

دعوات لتدخل عاجل

المستشارون المنشقون طالبوا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بسرعة التدخل لوقف هذه الانتهاكات، وإنقاذ حياة آلاف المعتقلين، مؤكدين أن السكوت على ما يجري يمثل جريمة مضاعفة بحق الإنسانية.

بهذا الانشقاق وما رافقه من شهادات دامغة، تزداد الضغوط على المليشيا التي تواجه اتهامات متصاعدة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة ضد المدنيين، فيما يظل الشارع السوداني بانتظار تحركات عاجلة تعيد له الأمان والاستقرار.