اخبار

تحركات دبلوماسية غامضة ومواقف متصلبة… إلى أين تتجه أزمة سد النهضة؟

تحركات دبلوماسية غامضة ومواقف متصلبة… إلى أين تتجه أزمة سد النهضة؟

تجددت التوترات بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة مع تفاقم موجة الفيضانات التي اجتاحت السودان مؤخرًا وامتدت تأثيراتها إلى بعض المناطق المصرية، ما دفع القاهرة إلى توجيه انتقادات حادة إلى أديس أبابا بشأن أسلوب تشغيل السد، الذي وصفته بـ “غير المنضبط” ومخالف للقواعد الفنية المتفق عليها في المفاوضات السابقة.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه إثيوبيا استعدادها لاستئناف الحوار مع كل من مصر والسودان دون شروط مسبقة، أكدت القاهرة على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد يمس أمنها المائي، مشيرًا إلى أن مصر ستتخذ “كافة التدابير اللازمة” لحماية حقوقها في مياه النيل، في ظل ما وصفه بـ “النهج غير المسؤول” من الجانب الإثيوبي.

على الجانب الآخر، شهدت مناطق في دلتا النيل فيضانات غير مسبوقة أدت إلى غمر منازل وأراضٍ زراعية، فيما حمّلت الحكومة المصرية السد الإثيوبي المسؤولية عن تفاقم الكارثة، مؤكدة أن التصريفات المائية الأحادية وغير المنسقة من سد النهضة كانت أحد الأسباب المباشرة لهذه الأضرار، وطالبت بوقف تلك الممارسات فورًا.

في المقابل، نفت الحكومة الإثيوبية الاتهامات المصرية، مشددة على أن تشغيل السد يتم في إطار “حق سيادي” وأنها تتصرف بشفافية تامة، مشيرة إلى أنها تزود السودان ومصر ببيانات فنية منتظمة عبر الاتحاد الإفريقي والقنوات الدبلوماسية.

وترى السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن أزمة الثقة المتراكمة بين الأطراف الثلاثة هي العائق الأكبر أمام التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، مؤكدة أن غياب الإرادة السياسية الحقيقية من جانب إثيوبيا يجعل أي وساطة دولية غير ذات جدوى.

في الوقت نفسه، أظهرت اجتماعات “2+2” بين القاهرة والخرطوم مخاوف متزايدة من غياب التنسيق بين الدول الثلاث بشأن ملء وتشغيل السد، إلى جانب القلق من أمان السد نفسه وتأثيره المحتمل على معدلات الجفاف في حوض النيل الشرقي.

وعلى الصعيد الدولي، كشف مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية، عن تحركات جديدة داخل الإدارة الأميركية تهدف لمنع تفاقم الأزمة بين مصر وإثيوبيا، مشيرًا إلى احتمال دخول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على خط الوساطة مجددًا، في محاولة لإعادة الزخم إلى المفاوضات المتوقفة.

ويرى الباحث الأميركي ريتشارد تشاسدي من جامعة جورج واشنطن أن الولايات المتحدة قد تستخدم مزيجًا من “الحوافز الإيجابية والضغوط الدبلوماسية” لإقناع أديس أبابا بالتوصل إلى اتفاق، مؤكدًا أن نهر النيل يمثل شريان حياة رئيسيًا لمصر، وأن ترك الأزمة دون حل يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

تابع قناة اخبار السودان على الواتساب ليصلك جديد الاخبار (اضغط هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com