طلب إماراتي غير مسبوق يعيد الجدل حول الاجواء السودانية !

الخرطوم – أخبار السودان
في تطور جديد على صعيد العلاقات بين الخرطوم وأبوظبي، تقدّمت شركة طيران الإمارات بطلب رسمي إلى سلطة الطيران المدني السوداني للحصول على تصريح لعبور الأجواء السودانية، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، في خطوة وُصفت بأنها تحمل أبعادًا سياسية وسيادية مهمة.
ووفقًا لمصادر مطلعة، جاء الطلب بتاريخ 14 أكتوبر 2025 لعبور المسار الجوي المعروف باسم (F245) باستخدام خطة الطوارئ KFOSS. ويُعد هذا الطلب الأول من نوعه منذ توقف حركة الطيران المدني الإماراتي في الأجواء السودانية بسبب الحرب.
وتشير المعلومات إلى أن السلطات السودانية تتعامل بحذر مع الطلب الإماراتي، خصوصًا في ظل الاتهامات التي وجهتها الخرطوم لأبوظبي بدعم قوات الدعم السريع خلال الصراع، إلى جانب استخدام المجال الجوي السوداني في فترات سابقة دون الحصول على إذن رسمي، وهو ما أثار تحفظات قانونية وسيادية داخل مؤسسات الدولة السودانية.
خلاف حول اتفاق قديم بين السودان وجنوب السودان
وبحسب المصادر، فإن العبور الجوي الإماراتي في السنوات الماضية كان يتم بناءً على اتفاق ثنائي غير رسمي بين المدير العام الأسبق لسلطة الطيران المدني السوداني وسلطة الطيران المدني في جنوب السودان، دون أن يتم توثيقه أو اعتماده رسميًا.
وتعتبر الإدارة الحالية لسلطة الطيران المدني أن الاتفاق القديم لا يحمل أي صفة قانونية، مما دفعها إلى إيقاف العمل به ومراجعة جميع الترتيبات السابقة. كما كشفت المعلومات أن المدير الأسبق الذي أبرم الاتفاق يخضع حاليًا لإجراءات حظر سفر مشددة، ويقيم في مدينة بورتسودان منذ إقالته قبل عدة أشهر.
السودان يتحرك لاستعادة السيادة على مجاله الجوي
وأكد الصحفي عبد الماجد عبد الحميد أن مدير عام سلطة الطيران المدني السوداني قد رفع الطلب الإماراتي إلى الجهات العليا في الدولة، موضحًا أن الخطوة تأتي ضمن جهود السودان لاستعادة السيادة الفنية والقانونية على أجوائه الوطنية بعد أكثر من عامين من الحرب.
وأوضح المدير العام أن السلطة عقدت اجتماعات مكثفة مع نظيرتها في جنوب السودان لاسترداد حق السودان الكامل في إدارة وتصديق المسارات الجوية ضمن منطقة (HSSS FIR)، مشيرًا إلى أن السودان يعمل على تعديل أو إلغاء الاتفاق السابق بما يضمن الحفاظ على حقوقه السيادية والفنية.
وشدد في خطابه على أن السلطة السودانية لم تصدر حتى الآن أي موافقة رسمية لعبور طيران الإمارات، مؤكدًا أن الإجراءات الفنية والقانونية ما زالت قيد الدراسة لضمان تنظيم العبور الجوي وفق المعايير الدولية وبما يحفظ السيادة الوطنية للسودان.
خلفية الحدث
يُعد هذا التطور بمثابة اختبار جديد للعلاقات السودانية الإماراتية، التي يشوبها التوتر منذ اندلاع الحرب، خاصة بعد تقارير تحدثت عن مقتل ضباط إماراتيين في مدينة الفاشر ضمن عمليات استهدفت منصات إطلاق مسيّرات تابعة لقوات الدعم السريع.
ويرى مراقبون أن الطلب الإماراتي الأخير قد يفتح بابًا لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين على المستوى الفني، في حال التزام أبوظبي بالإجراءات القانونية واحترام السيادة الجوية السودانية، بينما يؤكد آخرون أن الخرطوم ماضية في فرض سيطرتها الكاملة على مجالها الجوي بعد سنوات من الاختراقات والتجاوزات.