اشتباكات بين الجيش وميلشيا موالية في دنقلا شمال السودان

اشتباكات بين الجيش وميلشيا موالية في دنقلا شمال السودان
شهدت مدينة دنقلا، عاصمة الولاية الشمالية، مساء الجمعة، تطوراً أمنياً لافتاً عندما اندلعت اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني ومجموعة محلية معروفة باسم “أولاد قمري”، أسفرت عن مقتل عناصر من المجموعة وإصابة قائدها بجروح بالغة، في حادثة توحي ببدء تصدع العلاقة بين الجيش وبعض المجموعات التي شاركته القتال منذ اندلاع الحرب.
خلفيات المشهد
منذ أبريل 2023، اعتمد الجيش السوداني في معاركه ضد قوات الدعم السريع على مجموعات قبلية ومسلحة في ولايات مختلفة، بينها كتائب محلية في الولاية الشمالية مثل “أولاد قمري”، التي يقودها الحسن يحي محمد جمعة قمري. ورغم القتال إلى جانب الجيش، ظلت هذه المجموعات تعمل في أطر غير رسمية، دون دمج كامل أو رقابة مؤسسية، ما خلق بيئة خصبة للاحتكاكات الداخلية.
تفاصيل الاشتباك
اندلع القتال في وسط مدينة دنقلا بعد خلاف بين الطرفين داخل نطاق القيادة العسكرية المحلية، قبل أن تنتشر نقاط تفتيش في الطرق الرئيسية وتتم مصادرة سيارات قتالية تابعة للمجموعة. وأسفر الاشتباك عن:
-
مقتل اثنين من حراس قائد المجموعة
-
إصابة قائدها بجروح خطيرة في منطقة الرئة
-
اعتقال عدد من العناصر ومصادرة أسلحة وذخائر
ووفق شهود عيان، شهدت منطقة المستشفى العسكري إطلاق نار متقطع، كما أُغلق كبري السليم مؤقتاً قبل إعادة فتحه عقب استقرار الموقف.
غموض حول الأسباب
تضاربت الروايات حول الشرارة الأولى للاشتباكات:
-
مصادر أشارت إلى خلاف حول شحنة وقود صودرت من مهربين رفضت المجموعة تسليمها للجيش.
-
روايات أخرى تحدثت عن إشكال شخصي بين القيادات تم التصعيد فيه ميدانياً.
هذا التباين يعكس غياب الشفافية وتعدد مراكز النفوذ في شمال السودان، في ظل استمرار الحرب وتوسع سلاح المجموعات غير النظامية.
التوتر مع المليشيات الحليفة
المجموعة المسلحة “أولاد قمري” ارتبط اسمها خلال الأشهر الماضية بوقائع شكاوى شعبية تتعلق بالابتزاز، فرض الإتاوات، واستخدام نقاط التفتيش لأغراض خارج القانون. ومع تكرار هذه الحوادث، ارتفعت مطالب شعبية بحل المجموعة وضبط السلاح داخل الولاية.
البعد الأوسع للأزمة
حادثة دنقلا لا يمكن قراءتها بمعزل عن المشهد الأمني في السودان:
-
الجيش يخوض حرباً واسعة ضد الدعم السريع
-
يعتمد في عدد من الولايات على قوى مسلحة محلية خارج الإطار النظامي
-
هذه المجموعات ازدادت قوتها ونفوذها، ما جعل السيطرة عليها تحدياً مؤسساتياً حقيقيا











