اخبار

مجازر واعتداءات في الديوم الشرقية.. ناجون يروون فظائع الميليشيا !

مجازر واعتداءات في الديوم الشرقية.. ناجون يروون فظائع الميليشيا
الديوم الشرقية تحت نيران المعارك والمعاناة الإنسانية تتفاقم
تحولت ضاحية الديوم الشرقية وسط الخرطوم إلى ساحة انتهاكات واسعة، حيث تحاصرها المعارك من جميع الاتجاهات بعد تقدم الجيش في المنطقة. وعلى الرغم من نزوح معظم السكان، لا يزال نحو 1000 شخص عالقين في ظل ظروف إنسانية كارثية.
ووفق شهادات الناجين، ترتكب قوات الميليشيا أعمال قتل، وذبح، ونهب، واغتصاب، واختطاف، فيما يعاني السكان من انعدام الغذاء ومياه الشرب بعد توقف المطابخ المجانية التي كانت تقدم وجبات للمتضررين خلال الحرب.
شهادات الناجين: نهب وقتل بلا رحمة
يروي أحد الناجين، سيد حسن (اسم مستعار)، كيف تمكن من الفرار بعد أن اقتحم 15 مسلحًا منزله، وأطلقوا عليه الرصاص الحي مطالبين بتسليم الذهب والدولارات، رغم أنه لا يملك حتى ثمن الطعام. وبعد أن فشلوا في العثور على أموال، قاموا بنهبه، وضربوه بالسياط، ثم حبسوه داخل الحمام مع أحد سكان المنطقة لمدة يوم كامل بلا طعام أو ماء، قبل أن يطلق سراحه أحد المسلحين ويطلب منه المغادرة فورًا.
نجح سيد حسن في الفرار تحت جنح الظلام مستغلًا وقت صلاة الفجر، متخذًا طريق المسجد كوسيلة للتمويه، حتى وصل إلى المنطقة الفاصلة بين الجيش والميليشيا، حيث تعرض لإطلاق نار قبل أن يتم التعرف عليه ونقله إلى منطقة الرميلة لتلقي العلاج. وبعد رحلة علاج شاقة، تمكن أخيرًا من الوصول إلى عائلته في شمال السودان.
إعدامات ميدانية واغتصاب وانتهاكات واسعة
بحسب شهود العيان، ذبحت قوات الميليشيا أربعة شباب كانوا يعملون في المطابخ المجانية لمساعدة السكان، وهم:
هيثم الماظ
جاد الله زوج المرحومة ريا
جزيرة عامل مخبز
وضحية رابعة لم يتم التأكد من اسمه
وكان الضحايا نشطاء في تقديم المساعدات الإنسانية، حيث كانوا ينقلون الطعام للمحتاجين.
كما وثقت لجان مقاومة الديوم الشرقية وقوع 10 حالات اغتصاب على الأقل في عدة أحياء، منها السباق شرق، والديم وسط، والسجانة الجديدة، بالإضافة إلى إصابة 15 شخصًا بطلق ناري خلال اقتحامات الميليشيا للأحياء السكنية.
مسلحون أجانب وممارسات وحشية
ووفق شهادات الناجين، يشارك مسلحون أجانب من جنوب السودان في عمليات النهب والاعتداء، حيث شوهدوا يتجولون في شوارع الديوم الشرقية شبه عراة، وهم في حالة لا وعي، ربما بسبب تعاطي المخدرات. وقد ارتكبوا عمليات قتل وحشية، حيث تم العثور على شخص مقتول برصاصة في صدره وملقى تحت درج إحدى البنايات، بينما تم إلقاء شابين في بئر سايفون وهم أحياء، أحدهما إثيوبي الجنسية والآخر سوداني يعاني من ضعف السمع، وتم إنقاذهما لاحقًا، لكن أحدهما أصيب بصدمة نفسية حادة.
فرار محفوف بالمخاطر
اضطر معظم سكان الديوم الشرقية إلى الفرار ليلاً، حاملين كبار السن على عربات يدوية (درداقات)، والسير لمسافات طويلة نحو المناطق الفاصلة بين سيطرة الجيش وقوات الدعم السريع. وتمكن البعض من الوصول إلى بر الأمان، بينما قُتل آخرون بنيران الجيش لعدم التعرف على هويتهم في الظلام.
وفي ظل استمرار هذه الانتهاكات، لا يزال مئات الأشخاص محتجزين داخل مسجد في الديوم، بينما تعاني ثلاث أسر مختطفة، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، من مصير مجهول.
كارثة إنسانية وسط تجاهل دولي
تستمر الانتهاكات المروعة في الديوم الشرقية وسط غياب أي تدخل دولي لإنقاذ المدنيين العالقين، حيث تحولت المنطقة إلى ساحة للجرائم الوحشية، ما يستوجب تحركًا عاجلًا لوقف هذه الكارثة الإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com