
خطاب حميدتي الأخير.. اعتراف بالهزيمة وتناقضات مثيرة للدهشة
لم يحمل خطاب قائد مليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، المسجل عبر الوسائط، أي جديد يذكر، فالرجل الذي بدت عليه علامات الضعف والحالة النفسية السيئة، اكتفى بالشتائم والسباب في حق الشعب السوداني وقواه الحية، وكل من ساند قوات الجيش في معركة الكرامة، تحت دعاوي الفلول والنظام البائد.
ورغم أن خطاب حميدتي كان تكراراً لخطابات سابقة، وحوى تناقضات عديدة وأكاذيب مثيرة للدهشة، وبعض الكوميديا المضحكة، إلا أن الفكرة المحورية التي يدور حولها الخطاب كانت تقول: إننا قد خسرنا الحرب، فالمليشيا التي كانت تتباهى بأن على البرهان والجيش الاستسلام، أصبحت تتوعد بأنها لن تتخلى عن القصر الجمهوري، عطفاً على أن خطاب قائد المليشيا حمل اعترافات بعضها صريح وبعضها مبطن.
الاعتراف بالهزيمة:
حمل خطاب حميدتي مضامين يعتقد أنها مبطنة، إلا أنها ظاهرة للعيان بأنها إقراراً بالهزيمة، فالرجل الذي كان يتحدث عن سيطرة كاملة لقواته في الخرطوم والولايات، أصبح يتحدث عن عدم مغادرتهم لمناطق سيطرتهم في القصر الجمهوري ومنطقة المقرن، والمكان يفرض عليهما الجيش حصار.
تناقضات مثيرة للدهشة:
جاء خطاب المتمرد تكراراً لخطابات سابقة، وحوى تناقضات وأكاذيب أكثر من الشتائم والسباب في حق الشعب السوداني وقواه الحية. فعلى سبيل المثال، وفي تحول خطير في مسار خطابات حميدتي، والذي كان في وقت قريب قبيل اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل من العام 2023م يقسم بأن هذه البلاد لن تحكم بالعلمانية باعتبارها منافية لتعاليم الدين الإسلامي ومعتقدات الشعب السوداني، أقر حميدتي في خطابه بالدستور العلماني الذي أصر عليه عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال اثناء توقيع ميثاق التأسيس في نيروبي.
شكر كينيا:
وفي الوقت الذي تواجه فيه العلاقات السودانية الكينية أزمة دبلوماسية نتجت عنها حالة من الغضب داخل كافة الأوساط السودانية على خلفية استضافة كينيا لفعاليات توقيع ميثاق التأسيس مع بعض القوى السياسية والحركات المسلحة والذي سيتمخض عنه إعلان حكومة موازية للحكومة السودانية مشيراً إلى تحالفة تحالفة مع حركة الحلو وجه حميدتي، خلال خطابه الشكر إلى الرئيس الكيني وليام روتو، مشيرا إلى أن كينيا دولة ديمقراطية سبق أن استضافت مفاوضات سلام نيفاشا وقدمت الكثير من الحلول في الإقليم، على حد تعبيره.
وتسببت الخطوة التي اتخذتها في استدعاء الحكومة السودانية لسفيرها لدى نيروبي، في خطوة احتجاجية على التصرف العدائي تجاه السودان، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية السودانية في بيان، مشيرة إلى أنها ستتخذ خطوات تصعيدية حيال الأمر.
ملاحظات حول الخطاب:
دون الدكتور إبراهيم الصديق، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أربع ملاحظات حملها خطاب حميدتي بعد أن طرح سؤالاً فحواه أين حميدتي؟ ويقول الصديق في ملاحظاته:
أولاً: قياساً مع كل التسجيلات السابقة، فإن حميدتي في هذا التسجيل خارج الأماكن الحضرية. بل هو في منطقة شدة، فقد فارق سمات (الدعة)، و(نعومة الحال، وملامح وجهه تشير لأنك واللقطات البعيدة تهدف لعدم إظهار ملامحه، فهو في مكان اقل رفاهية، بل يفتقر لها؟
ثانياً: تم التصوير بكاميرا جوال بكفاءة متدنية مع ضعف الإضاءة وفي مكتب غير مهيا، فلم تظهر طاولة جلوسه مع تقريب الصورة بعدها ZOOM IN ZOOM OUT.
ثالثا: مونتاج الكلمة بصورة مخلة بالمعنى وسباق الحدث والتقطيع الدرجة اصبح التسجيل بلا معنى ويلا رابط، فمن الواضح أن التسجيل ثم في مكان. والمعالجة في مكان آخر، وما ينبغي أن يتقارب في غرفة واحدة، باعدت بينهم أسباب محل تساؤلنا هذا.
ورابعا ليس حميدتي الكدمول، وابتعدت عنه الكاميرا وعن ملامحه وتعبيرات وجهه ويدا وبدأ. خطابه موجها إلى (الأشاوس)، وهو خطاب فقير في كل شيء ويلا قيمة سياسية أو عسكرية، والما تلميط وتعبير عن وجود ودور.
حميدتي أكد من خلال خطابه يوم على الاتفاق مع حركة الحلو على منهج العلمانية فزاعة لقطع التقارب ما بين الدعم السريع مشيرا الى أن الإسلاميين كانوا يتخذون محكماً وهو تكرار الذات خطاباته بعد تحرير جبل موية وسنجة والتي اجتهد خلالها حميدتي في رفع معنويات جنوده المنهارة الا ان واقع الحال الثبت بأن قوات حميدتي أصبحت غير قادرة على إيقاف زحف قوات الجيش لتحرير السودان من دنس مليشيا الدعم السريع والحركة الشعبية على حد تعبيره.