عاجل – الجيش يقترب من القصر (اليكم التفاصيل)

تقرير: ضياء الدين سليمان

تشهد الخرطوم تصاعدًا ملحوظًا في حدة المعارك بين الجيش وميليشيا الدعم السريع المتمردة، في ظل استمرار القوات المسلحة في تحقيق مكاسب ميدانية مهمة ضمن خطتها الرامية لتحرير العاصمة بالكامل من قبضة الميليشيا.

وقد تمكنت القوات المسلحة من إحكام السيطرة على عدد من المواقع الحيوية في وسط الخرطوم، ما ضيّق الخناق على الميليشيا التي تتحصن حالياً في القصر الجمهوري وبعض المقار الحكومية القريبة.

وشهدت العمليات الأخيرة تقدمًا استراتيجياً لقوات الجيش، خاصة من محور سلاح المدرعات الذي دفع بقواته من الاتجاه الجنوبي نحو وسط الخرطوم، بالتوازي مع تقدم آخر لقوات الجيش عبر كبري الحرية. وبهذا التقدم، أصبحت الميليشيا المتمردة في دائرة الحصار التام داخل قلب العاصمة.

وفي سياق متصل، توعد قائد ميليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بمواصلة القتال والتصعيد في مدن شمال البلاد، مؤكداً أن قواته لن تغادر القصر الجمهوري ومنطقة المقرن. إلا أن مصادر عسكرية أكدت أن الهجمات المركزة التي شنها الجيش، خاصة بالقرب من القصر، أدت إلى إضعاف معنويات مقاتلي الميليشيا الذين باتوا يشعرون بأنهم محاصرون من جميع الجهات.

وقد انعكست تصريحات حميدتي كعامل محفز لمقاتلي الجيش، الذين كثفوا عملياتهم لحرمان الميليشيا من أي فرصة لإعادة التمركز أو الانسحاب من وسط الخرطوم.

ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس، شنت القوات المسلحة هجمات مباغتة على مواقع استراتيجية كانت تسيطر عليها الميليشيا، وتمكنت من بسط سيطرتها على نادي الأسرة وحي الخرطوم 3 وجزء من الخرطوم 2، ثم تابعت تقدمها لتسيطر بشكل كامل على موقف شروني وأبراج النيلين وجسر المسلمية، وهي مواقع جميعها قريبة من القصر الجمهوري.

وفي تطور ميداني لافت، التحمت قوات سلاح المدرعات مع القوات المتمركزة في القيادة العامة شرقي القصر، مما أفضى إلى إغلاق آخر ممرات الهروب التي كانت قد تستغلها الميليشيا لنقل قواتها أو محاولة الانسحاب من محيط القصر.

وأفادت مصادر ميدانية أن الجيش نفذ هجمات دقيقة بالمسيرات على تمركزات الميليشيا في محيط القصر، مما أدى إلى تدمير عربة مقاتلة وإجبار عناصر من الدعم السريع على التراجع نحو متحف السودان.

كما سيطر الجيش على تقاطع “البزيانوس” بالسوق العربي بالقرب من مستشفى الخرطوم ومستشفى الشعب ومستشفى الأسنان وقيادة الدفاع المدني، مما ضاعف من إحكام الحصار العسكري على وسط الخرطوم.

ويرى مراقبون أن الجيش بات الآن يطوق القصر الجمهوري من جميع الجهات؛ من الشرق عبر قوات القيادة العامة، ومن الغرب عبر قوات المقرن القادمة من أم درمان، بينما أكملت قوات سلاح المدرعات الحصار جنوباً من الجهتين الشرقية والغربية، ليُغلق بذلك كافة المنافذ أمام الميليشيا.

وتشهد المنطقة المحيطة بالسوق العربي والقصر الرئاسي مواجهات متواصلة بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، وسط توقعات بتقدم جديد للقوات المسلحة خلال الساعات المقبلة، في ظل الضغط العسكري المتزايد الذي يعيشه مقاتلو الميليشيا المحاصرون داخل دائرة ضيقة في قلب الخرطوم.

وبهذا الإنجاز، تكون القوات المسلحة قد اقتربت بشكل كبير من السيطرة على القصر الجمهوري، في خطوة تحمل رمزية سياسية وعسكرية كبيرة نحو استكمال تحرير العاصمة.