
شهدت مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور، امس السبت، اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر من قبيلتي المسيرية والبني هلبة، داخل صفوف مليشيا الدعم السريع، ما أسفر عن مقتل اللواء أحمد بركة الله، أحد أبرز قادة القوات، إضافة إلى إصابة العشرات من العسكريين والمدنيين، في أحداث وصفت بأنها دامية ومروّعة.
بداية التوترات:
انطلقت شرارة الاشتباكات عقب قيام لجنة مكافحة الظواهر السالبة التابعة لمليشيا الدعم السريع بإيقاف مجموعة مسلحة من قبيلة المسيرية، كانت تجوب السوق الشعبي في نيالا وهي تحمل أسلحة ثقيلة، في مخالفة صريحة للقرارات المنظمة لحمل السلاح في الأماكن العامة. ويُشار إلى أن أغلب أفراد اللجنة المكلفة بتنفيذ هذه المهام ينتمون إلى قبيلة البني هلبة، الأمر الذي فاقم التوتر بين الطرفين وتحول سريعاً إلى مواجهات مسلحة.
تصاعد الاشتباكات:
تطورت الأحداث إلى هجوم شنّته مجموعات مسلحة من المسيرية على قسم شرطة السوق الشعبي، حيث كان يتم احتجاز الموقوفين، ما أدى إلى تصفيتهم داخل القسم. وامتدت الاشتباكات إلى الأحياء المجاورة، ما أدى إلى شلل تام في الحركة داخل المدينة، وإغلاق الأسواق، وفرار أعداد كبيرة من السكان إلى مناطق أكثر أمناً.
حصيلة أولية للخسائر:
أسفرت الاشتباكات حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من قوات الدعم السريع، من بينهم اللواء أحمد بركة الله، إلى جانب عشرات المصابين، بعضهم في حالات حرجة. كما لحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية في محيط الاشتباكات، وسط مخاوف من اتساع رقعة العنف القبلي في الولاية.
خلفية النزاع:
تندرج هذه التطورات في إطار توترات قبلية متزايدة داخل صفوف مليشيا الدعم السريع، التي تضم تشكيلات من عدة مكونات قبلية، تتنافس على النفوذ والموارد. وتشهد ولاية جنوب دارفور منذ أشهر تصاعداً في العنف القبلي، خاصة بين قبائل البني هلبة والسلامات، مما يضاعف من تعقيدات المشهد الأمني في الإقليم.