اخبار العالم

الإمارات.. انحدار أخلاقي غير مسبوق: “يهود العرب” في حرب السودان

تحقيق خاص – أخبار السودان

في مشهد يُذكّر بأحلك لحظات الخيانة في تاريخ المنطقة، تواصل الإمارات لعب دورٍ خطير في إذكاء نار الحرب في السودان، عبر دعمها السافر لمليشيا الدعم السريع، وتورّطها في تزويدها بالطائرات المسيّرة والأسلحة المتطورة، ضاربةً بكل القيم والأعراف عرض الحائط.

◾ من دبلوماسية ناعمة إلى مؤامرة دامية

لطالما روّجت أبوظبي لنفسها كـ”وسيط سلام” و”عراب الاستقرار” في المنطقة، إلا أن الواقع في السودان يروي قصة مختلفة تمامًا. فالدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه الإمارات لمليشيا الدعم السريع، بات مكشوفًا للعالم، بعدما تم ضبط شحنات أسلحة، وأسر مرتزقة أجانب، ومقتل ضباط إماراتيين في مطارات دارفور ونيالا.

السودانيون اليوم يرون في هذا التدخل وجهًا آخر للاستعمار المعاصر، يمارسه “يهود العرب” كما يسميهم البعض، في إشارة إلى انقلاب أبوظبي على القيم العربية والإسلامية، واصطفافها خلف مشاريع التفتيت والهيمنة.

◾ لماذا السودان؟

يتساءل الكثيرون: لماذا تصر الإمارات على تمزيق السودان؟
الجواب يكمن في الطموحات الجيوسياسية التي تسعى من خلالها أبوظبي للسيطرة على الموانئ، والثروات الطبيعية، والمعابر التجارية الحيوية في البحر الأحمر، عبر وكلائها على الأرض.

كما أن السودان، بموارده وموقعه، يمثل نقطة ارتكاز لأي مشروع تنمية مستقل في أفريقيا والقرن الأفريقي، وهو ما يتعارض مع رؤية الإمارات لهيمنة اقتصادية شاملة تتحكم من خلالها بمفاصل النقل البحري والتجارة والطاقة في المنطقة.

◾ حرب بالوكالة أم مشروع إبادة؟

ما يحدث في السودان لم يعد مجرد “دعم لفصيل مسلح”، بل تطور إلى ما يصفه قانونيون وخبراء بـ”المشاركة في جرائم ضد الإنسانية“، عبر تزويد مليشيا الدعم السريع بأدوات القتل والدمار، ومساعدتها في استهداف المدنيين والبنية التحتية.

محكمة العدل الدولية تنظر الآن في شكوى قدمتها الحكومة السودانية ضد الإمارات، تتهمها بالتواطؤ في الإبادة الجماعية في دارفور، وهو تطور قانوني غير مسبوق قد يفضح قريبًا الكثير من الملفات السوداء.

◾ الخلاصة: من سيدفع ثمن هذا السقوط؟

الانحدار الأخلاقي الذي تمارسه الإمارات في السودان ليس مجرد موقف سياسي، بل هو انحراف شامل في السلوك العربي تجاه شعوب المنطقة، يحمل بصمات “تل أبيب” أكثر من نكهة أبو ظبي.

في وقت يبحث فيه السودانيون عن السلام، تغرس الإمارات خناجر الطائرات المسيّرة في صدور الأبرياء. فهل آن للعالم العربي أن يواجه الحقيقة؟ وهل يدفع العرب ثمن “إسرائيل جديدة” باسم التنمية والاستثمار؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com