
بامتياز نجحوا في تحقيق هدفهم بتجريم ومحاكمة إدارة الحج والعُمرة أمام الرأي العام.. تواروا خلف أحرف أستاذنا عبدالجليل محمد عبدالجليل.. لم يمتلكوا الجرأة للخروج الي العلن او الكشف عن أسماءهم.. وهؤلاء هم الجناة الحقيقون الذين تعمدوا إشانة سُمعة مؤسسة دينية لمجرد مصالح شخصية لاعلاقة لها البتة بالمصلحة العامة.
ولو كان الأمر بخلاف ذلك لكشفوا عن حجابهم بدلاً عن استغلال قلم صحفي هو الآخر لم يتبع المهنية في الإستيثاق من المعلومة، ولو ارهق نفسه لدقائق معدودة وذهب الي مقر الحج والعمرة ووضع منضدة مديرها استفسارته واسئلته وما يتمّ تداوله او إتصل هاتفياً لكان من شأنه تقديم مادة صحفية متوازنة تحمل بين ثناياها الرأي والرأي الآخر وترك الحُكم للقارئ.
وقضية الزميل عبدالجليل كشفت بجلاء أسوأ مافي كسلا في التعاطي مع القضايا العامة، فالبعض ادمن التواري بعيداً عن الأنظار وانتهاج سياسة تمرير المعلومات الي الإعلام، وهؤلاء لو طلبت من أحدهم ايراد إسمه في المادة الصحفية فإنه يرفض بل يطالب بعدم نشرها، يريد فقط تحقيق اجندته دون أن يدفع كُلفة ذلك، ولايكترث لأمر الصحفي إذا واجه القانون، وهذا الأمر تبدّي جلياً في قضية محلية كسلا ضد الزميل عبدالجليل الذي حضر وحيدا الي الجلسة الأولى للمحكمة فقدوا رفعوا أيديهم عنه وهربوا ليواجه مصيره منفرداً، وهو ذات الشئ الذي فعلونه حينما سرّبوا إليه معلومات كذوبه خلال إمتحانات الشهادة السودانية، وحينما وجد أنها غير صحيحة لم يجد غير الإعتذار بطريقة لا تلق بمن هو في عُمره ولا خبرته.
وهؤلاء الذين دأبوا علي تسريب المعلومات لتوريط الصحفيين او الكتابة دون أسماء لتحقيق اجندتهم هُم الذين يجب أن تطالهم يد العدالة لخطرهم علي المجتمع،لأنه لايهمهم الحفاظ علي الإستقرار بالولاية او خلافه، كل تفكيرهم ينحصر في مصالحهم حتي لو احترقت كسلا، وهم الذين ورّطوا الزميل عبدالجليل الذي إن قُلنا إن مواده التي نشرها عن إدارة الحج مستوفية للاشتراطات المهنية فإننا نكُن قد جافينا الحقيقة التي سيسألنا عنها الله، فقد جانبه الصواب حينما لم يقدّم دليل مادي يعضد مانشره ولم يطرق أبواب المتهم حتي يدافع عن نفسه.
وإذا كان الذين يعمدون الي تمرير وتسريب المعلومات او يكتبون في الوسائط دون إسماء من أزمات كسلا، فان استغلال البعض مثل هذه القضايا لتنفيذ اجندتهم لايختلفون في السوء عن أولئك الذين يتوارون خوفا وراء الأحرف، وهذا الأمر وضح جليا من خلال الحملة التي تعرض لها الوالي بالإنابة عمر عثمان الذي تعرض لهجوم غير مبرر وتمّ تحميله المسؤولية علي الرغم أن الأخبار أكدت أن توقيف الزميل عبدالجليل تمّ عبر إجراءات قانونية، ولو كان الوالي الصادق الأزرق بالبلاد لتمّ تحميله المسؤولية ولما اكترثوا لعمر عثمان.
عموما.. رغم أن الزميل عبدالجليل يرتكز علي خبرة تقترب من نصف قرن إلا أنه سمح لأصحاب الاجندة باستغلال قلمه ومنصته أكثر من مرة، وليته يركّز علي أسباب نجاح صفحته التي تتمثل في إهتمامه بحراك المجتمع في افراحه واتراحه وكل مناسبانه لأن هذه هي الرسالة الإعلامية التي اوجدت له مكانه وتقدير.
ونخلص في نهاية مقالنا هذا الي أن الزميل عبدالجليل لم يضع في حسبانه أن الحج شعيرة مُقدسة يجب ابعادها عن الصراعات، وحتي إن كانت توجد تجاوزات فإن من حقه تناولها ولكن وفقاً للمهنة واختيار التوقيت الملائم بدلاً عن اثارتها في وقت يسعي فيه الحجاج بين المشاعر ابتغاءا لرضاء الله.
ورغم أن الزميل عبدالجليل ظلّ ينتهز الفرص للانتقاص من حق الزملاء الصحفيين ، وشخصيا بجانب زميلي سيف الدين آدم هارون قد طالتنا سهام اتهاماته غير الحقيقية لكن صمتنا تأدباً، إلا إننا نطالب بإطلاق سراحه تقديرا لهذه الأيام المباركات ونظرا لعُمره وماقدمه لكسلا ولظروفه المرضية.
*خارج النص*
*ليس من الضرورة ولا الزاما البحث عن رضاء الناس علي حساب الحقيقة*