
كشفت مصادر محلية في إقليم دارفور عن ارتكاب مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) سلسلة من عمليات التصفية ضد مقاتلين كانوا يقاتلون في صفوفها، ينتمون إلى قبائل غير عربية في الإقليم، وذلك بعد اتهامهم بحيازة “شرائح إلكترونية” يُزعم أنها تُستخدم لتحديد إحداثيات مواقع تتحرك فيها المليشيا، ما يجعلها أهدافًا محتملة للطيران الحربي التابع للجيش السوداني.
وبحسب شهادات موثوقة من داخل مناطق النزاع، فإن المليشيا أقدمت خلال الأيام الماضية على تنفيذ إعدامات ميدانية بحق عشرات الأفراد الذين انخرطوا في صفوفها خلال الشهور الماضية، بعد أن اعتبرتهم مخترقين للأمن الداخلي ومتعاملين مع الجيش السوداني.
وأكدت المصادر أن التهم التي وُجهت للمقاتلين تتعلق بحمل شرائح دقيقة مرتبطة بأنظمة التتبع، مما دفع قادة المليشيا لاتخاذ قرار بتصفيتهم على الفور، دون محاكمات أو تحقيقات واضحة، في مؤشر يعكس حالة من الشك والارتباك في صفوف قوات الدعم السريع بعد سلسلة من الضربات الجوية المؤثرة.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تكشف عن تصدعات داخلية في تحالفات الدعم السريع، خاصة مع المجموعات القبلية غير العربية، التي انضمت إلى المليشيا إما بدافع الحماية أو الانخراط في القتال بدوافع اقتصادية أو محلية.
ويُرجح أن تؤدي هذه الحملة من التصفيات إلى تزايد الانقسامات في صفوف المليشيا، وخلق حالة من الهروب الجماعي أو الانقلاب الداخلي في بعض المناطق، خصوصًا في ظل تصاعد الغارات الجوية التي تستهدف تمركزات الدعم السريع في إقليم دارفور.
ولم يصدر حتى اللحظة أي تعليق رسمي من قادة الدعم السريع بشأن هذه التقارير، في وقت تتصاعد فيه الأصوات داخل دارفور محذرة من انفجار الوضع الأمني نتيجة هذه الانتهاكات والعمليات الانتقامية داخل صفوف المليشيا ذاتها.