
مدينة تغرق في مأساة إنسانية غير مسبوقة وسط سيطرة الدعم السريع
كشفت غرفة طوارئ دار حمر عن تدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية بمدينة النهود، الواقعة بولاية غرب كردفان، مؤكدة أن عشرات الجثث والأشلاء تنتشر في شوارع المدينة، وسط عجز الأهالي عن دفن قتلاهم نتيجة القيود الأمنية الصارمة التي تفرضها قوات الدعم السريع المسيطرة على المنطقة.
وأوضحت الغرفة، في بيان صحفي نشرته على صفحتها بموقع “فيسبوك”، أن مدينة النهود تعيش أوضاعاً مأساوية غير مسبوقة، حيث تنتشر الجثث في مناطق عديدة مثل: شرق سوق المطار، شمال طلمبة نبتة، محيط مصنع الثلج، ومدخل غزة قرب التبلدية، دون أن تُدفن بسبب استمرار الحصار.
“عاصمة أشباح” وانبعاث روائح الموت
ووصفت غرفة الطوارئ الوضع في المدينة بأنه أشبه بـ”عاصمة أشباح”، حيث يخيم الخوف والرعب على سكان النهود، وسط روائح الموت التي تملأ الأحياء والأسواق، ما ينذر بوقوع كارثة صحية وبيئية في حال استمرار الوضع الراهن دون تدخل.
واتهمت الغرفة قوات الدعم السريع بتنفيذ حملات تصفية داخل المدينة، محذرة من أن هذه الجرائم والانتهاكات المتواصلة تهدد حياة آلاف المدنيين، في ظل غياب أي تدخل فاعل من المنظمات الإنسانية أو الجهات الدولية.
نداء استغاثة للمجتمع الدولي
وناشدت الغرفة عبر بيانها، المنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل، والعمل على تسهيل عمليات دفن الجثث وتوثيق الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها سكان النهود. كما شددت على أن المدينة ترزح تحت حصار خانق وتعاني من تدهور كامل في الخدمات المعيشية بسبب الانفلات الأمني.
خلفية عن مدينة النهود
تُعد مدينة النهود من أكبر مدن ولاية غرب كردفان، وقد شهدت خلال الأسابيع الأخيرة تصعيداً عسكرياً خطيراً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما تسبب في نزوح آلاف السكان وتفاقم الوضع الإنساني بشكل يهدد حياة المدنيين.