احداث وحوادث
الكشف سر الأدوية المخفية.. مفاجأة غير متوقعة

الكشف سر الأدوية المخفية.. مفاجأة غير متوقعة
في ضربة أمنية موجعة لتجار الأزمات، تمكنت السلطات السودانية من تفكيك شبكة إجرامية خطيرة تنشط في تجارة الأدوية وبيعها في السوق السوداء، بعيدًا عن أي رقابة صحية. تأتي هذه العملية في ظل تفاقم أزمة الأدوية في السودان، حيث يعاني المواطنون من نقص حاد في الأدوية الأساسية، مما يفتح الباب أمام انتشار الأدوية المغشوشة والمهربة التي تهدد حياة المرضى.
تفاصيل ضبط أكبر شحنة أدوية مهربة في كرري
وفقًا لبيان رسمي صادر عن الخلية الأمنية المشتركة بمحلية كرري في أم درمان، نجحت قوة أمنية في مداهمة وكر الشبكة الإجرامية، مما أسفر عن ضبط كميات هائلة من “دربات البندول” كانت معدة للبيع في السوق السوداء للأدوية في السودان. المفاجأة كانت في طريقة التخزين، حيث تم العثور على 8622 كرتونة، تحتوي على ما مجموعه 86,238 درب بندول، مخبأة داخل “ثلاجة بطاطس” في محاولة للتمويه وإخفاء هذا النشاط غير القانوني.
هذه العملية تكشف حجم الكارثة التي يواجهها القطاع الصحي، حيث تستغل هذه الشبكات حاجة المواطنين الماسة للأدوية لتحقيق أرباح طائلة على حساب صحتهم وسلامتهم.
مخاطر الأدوية المغشوشة وتجارة السوق السوداء
أكدت الجهات الأمنية أن الاتجار بالأدوية خارج الأطر القانونية المعتمدة، مثل شركات التوزيع الرسمية والصيدليات، يمثل خطرًا مباشرًا وكارثيًا على صحة المواطنين. مخاطر الأدوية المغشوشة والمهربة لا تقتصر على عدم فعاليتها، بل قد تحتوي على مواد سامة أو تراكيز خاطئة من المادة الفعالة، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تصل إلى الوفاة.
إن غياب الرقابة الطبية والجودة المعتمدة عن هذه الأدوية يجعلها قنابل موقوتة تهدد حياة آلاف المرضى، خاصة المصابين بالأمراض المزمنة الذين يعتمدون على الأدوية بشكل يومي.
استمرار الحملات الأمنية لمكافحة تجارة الأدوية غير المشروعة
وشددت السلطات الأمنية على أن هذه العملية ليست سوى بداية لسلسلة من الحملات المكثفة التي ستستهدف جميع الشبكات الإجرامية التي تنشط في تجارة الأدوية في السودان بطرق غير مشروعة. وأكدت عزمها على ملاحقة كل من يحاول استغلال الظروف الصعبة التي يمر بها السودان لتحقيق مكاسب غير قانونية، وتجفيف منابع السوق السوداء للأدوية التي أصبحت تهدد الأمن الصحي للمجتمع.
تأتي هذه الجهود في وقت حرج، حيث تشير تقارير إلى انهيار شبه كامل في القطاع الصحي وتوقف العديد من مصانع الأدوية الوطنية عن العمل، مما خلق فراغًا استغلته شبكات التهريب وتجارة الموت. يبقى المواطن السوداني هو الضحية الأكبر في هذه المعادلة، حيث يجد نفسه محاصرًا بين نقص الدواء الرسمي وخطر الأدوية المغشوشة في السوق الموازي.