إجلاء أكثر من 500 أسرة شمال الخرطوم بسبب فيضانات السودان وارتفاع منسوب النيل

إجلاء أكثر من 500 أسرة شمال الخرطوم بسبب فيضانات السودان وارتفاع منسوب النيل
الخرطوم – اخبار السودان
أعلنت قوات الدفاع المدني السودانية عن إجلاء أكثر من 500 أسرة من بلدة ود رملي شمال الخرطوم بعد أن اجتاحت الفيضانات المنطقة صباح الثلاثاء، ما أدى إلى غمر عشرات المنازل وارتفاع المخاوف من تفاقم الأوضاع خلال الأيام المقبلة.
جهود إنقاذ ومبادرات شعبية
وأكد مراسل الجزيرة أن الأهالي بادروا بإقامة حواجز ترابية للحد من تسرب المياه إلى المنازل، إلا أن الإمكانات المحدودة جعلت هذه الجهود غير كافية لمواجهة حجم الكارثة.
في السياق ذاته، تفقد كمال عوض الكريم، المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم بالإنابة، المناطق الهشة على ضفتي النيلين الأبيض والأزرق، وأكد أن الوضع تحت السيطرة حتى الآن، مع جاهزية غرفة طوارئ الخريف لمعالجة أي طارئ محتمل.
تحذيرات من وزارة الري السودانية
كانت وزارة الري السودانية قد أصدرت في وقت سابق “إنذارًا أحمر” يحذر من احتمال وقوع فيضانات في ولايات: الخرطوم، نهر النيل، النيل الأبيض، سنار، والنيل الأزرق، نتيجة ارتفاع منسوب النيل الأزرق والأبيض بشكل متزامن.
سد النهضة والتداعيات الإقليمية
تزامنت هذه التطورات مع اكتمال امتلاء بحيرة سد النهضة الإثيوبي، حيث يرى خبراء أن طريقة التخزين الخاطئة وعدم تشغيل بعض التوربينات ساهمت في زيادة تدفق المياه إلى الأراضي السودانية.
وأشار الخبير المصري عباس شراقي إلى أن “سد النهضة لم يفرغ تدريجيًا كما ينبغي، مما أدى إلى تدفق كميات كبيرة من المياه بشكل مفاجئ”، في حين تؤكد إثيوبيا أن السد ساهم في تقليل الفيضانات.
تأثيرات مباشرة على المزارعين
في ولاية نهر النيل، اضطر بعض المزارعين إلى بيع محاصيلهم بسرعة، خاصة البصل، تحسبًا لغرق الأراضي الزراعية نتيجة المياه المتدفقة إلى المناطق المنخفضة.
فيضانات السودان… أزمة متجددة
تعكس أزمة الفيضانات في السودان هشاشة البنية التحتية أمام التغيرات المناخية والتداعيات الإقليمية المرتبطة بسد النهضة، مما يجعل ملف المياه ورقة ضغط جديدة على الخرطوم، وسط دعوات لتكاتف الجهود الرسمية والشعبية لتقليل الخسائر.