سياسية
الفاشر.. تقرير ييل يكشف استهدافاً ممنهجاً للمدنيين في دارفور

كشف مختبر الأبحاث الإنسانية (HRL) التابع لكلية الصحة العامة بجامعة ييل عن تفاصيل مقلقة حول استهداف مليشيا الدعم السريع، المعروفة أيضاً بالجنجويد والمدعومة من الإمارات، للمدنيين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. يشير التقرير إلى أن هذه الهجمات متعمدة ومنهجية، وتستهدف البنية التحتية المدنية الحيوية.
استهداف البنية التحتية المدنية
أوضح التقرير أن الهجمات طالت بشكل مباشر المستشفيات، المساجد، مراكز الإيواء، والأسواق. وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن مقتل ما لا يقل عن 174 مدنياً وإصابة 123 آخرين خلال الشهر الماضي وحده، مع توقعات بارتفاع هذه الأعداد بشكل كبير.
تأكيد تقارير الأمم المتحدة
يؤكد تقرير جامعة ييل ما ذكره المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بشأن استمرار المليشيا في ارتكاب انتهاكات جسيمة، تشمل قتل المدنيين وتهجيرهم، واستهداف الأعيان المدنية دون أي اعتبار للقانون الدولي الإنساني.
أدلة دامغة من الأقمار الصناعية
استندت التحليلات إلى صور الأقمار الصناعية والتحليل المفتوح المصدر، مما أثبت أن الهجمات كانت متعمدة ومنسقة بهدف إلحاق أكبر ضرر ممكن بالمدنيين. وقد دحضت هذه الأدلة ادعاءات المليشيا بأن المدينة خالية من المدنيين باستثناء المقاتلين.
مأوى دار الأرقم تحت القصف
أظهرت صور الأقمار الصناعية تدميراً واسعاً لمبانٍ وملاجئ مؤقتة في مأوى دار الأرقم بين 8 و12 أكتوبر 2025. وأفادت لجنة مقاومة الفاشر بأن طائرتين مسيّرتين وأكثر من ثماني قذائف استهدفت الموقع عمداً، مما أدى إلى حرائق وانهيار المباني على رؤوس المدنيين.
ضحايا من الأطفال والنساء
أكدت شبكة أطباء السودان مقتل 57 شخصاً وإصابة 43 آخرين في هذه الهجمات، من بينهم 17 طفلاً و22 امرأة. كما استهدفت المليشيا مأوى مسجد أبو شوك القديم، مما أسفر عن 13 قتيلاً و20 جريحاً.
قصف المستشفى السعودي
سبقت هذه الهجمات بيوم واحد قصف المستشفى السعودي في 7 أكتوبر 2025، مما أدى إلى مقتل 12 شخصاً، بمن فيهم مرضى وطاقم طبي. يُعد هذا المستشفى الوحيد الذي كان يعمل في المدينة، مما فاقم الأزمة الإنسانية.
استهداف طرق النزوح والانتهاكات الواسعة
كشفت صور الأقمار الصناعية عن حرائق متعمدة في منطقة شجرة حميدة غرب الفاشر، وهي منطقة تقع على طرق نزوح المدنيين. وتأتي هذه الأفعال ضمن سلسلة واسعة من الانتهاكات التي تشمل الابتزاز، النهب، العنف الجنسي، والتعذيب.
ارتفاع أعداد الضحايا في مناطق سيطرة الجيش
رصد المختبر أكثر من 200 نقطة قصف بالقرب من مواقع القوات المسلحة السودانية، بالإضافة إلى اكتشاف 60 تلة دفن جديدة في حي الدرجة الأولى خلال أسبوعين، مما يشير إلى ارتفاع كبير في أعداد القتلى.
انتهاك صارخ للقانون الدولي
يؤكد التقرير أن الاستهداف المتعمد للمدنيين، المستشفيات، الأسواق، ومراكز الإيواء من قبل المليشيا يشكل انتهاكاً صارخاً لقوانين النزاعات المسلحة، ويصنف بوضوح كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
دعوة للتحرك الدولي
يختتم التقرير بدعوة المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى الاعتراف بهذه الجرائم واتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة مرتكبيها ومن يدعمهم. تأتي هذه الدعوة في سياق استمرار الهجمات لأكثر من عامين ضد مجتمعات المساليت، الفور، والزغاوة في دارفور.