القاعدة الروسية في البحر الأحمر: توازن إقليمي ودولي جديد
الثلاثاء 4 يونيو 2024
بدأ السيد مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة، زيارة رسمية إلى روسيا برفقة عدد من الوزراء والمختصين. من المتوقع أن يستقبله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل انتهاء زيارته الرسمية لموسكو. تأتي هذه الزيارة عقب تصريحات الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة، لقناة العربية الحدث عن موافقة السودان على منح روسيا قاعدة لوجستية في البحر الأحمر. وأكد السفير السوداني لدى روسيا لوكالة نوفستي الروسية موافقة الحكومة السودانية على تقديم تسهيلات عسكرية في بورتسودان.
تفاصيل الاتفاق
ووفقًا لمصادر متعددة، بما في ذلك قناة الشرق، سيمتد اتفاق القاعدة لمدة 25 عامًا قابلة للتجديد، وستكون القاعدة فنية بحد أقصى 300 جندي و4 سفن عسكرية في نفس الوقت. أثار هذا التطور تساؤلات حول التأثيرات الجيوستراتيجية للقاعدة وكيفية تعامل القوى الدولية والإقليمية معها، خصوصًا مع تصاعد الوجود الإيراني في السودان بعد استئناف العلاقات بين البلدين.
تحول كبير في التوازنات
راديو دبنقا التقى بالدكتور خطار أبو دياب، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات الفرنسية، لمناقشة مدلولات موافقة السودان على منح روسيا قاعدة عسكرية بحرية. اعتبر الدكتور أبو دياب هذا التطور تحولًا كبيرًا في التوازنات الجيوسياسية في منطقة حوض البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي ووادي النيل. وأشار إلى الهجمات على الملاحة البحرية في البحر الأحمر وتأثيراتها على الملاحة الدولية والأوضاع غير المستقرة في منطقة القرن الأفريقي.
مرحلة جديدة من الصراع
أكد الدكتور أبو دياب أن التمركز الروسي يعني دخول الصراع في السودان، المتفاقم منذ بداية الحرب عام 2023، مرحلة جديدة. وأوضح أن هذا الصراع ليس فقط بسبب الأسباب الداخلية والإقليمية، بل أيضًا بسبب الموقع الجيوسياسي للسودان وثقله الاستراتيجي. وأشار إلى أن روسيا كانت تسعى منذ عهد حكم البشير-الترابي للتمركز في السودان، لكن الحكم كان يتملص، حتى وصل الأمر إلى منح روسيا قاعدة فنية بسبب الحرب الدائرة.
عودة النفوذ الإيراني
أوضح الدكتور أبو دياب أن الدعم الإيراني للجيش السوداني يتزامن مع وجود روسيا، مما يخلق وضعًا مشابهًا للوضع السوري لناحية الوجود المشترك الروسي-الإيراني. وأشار إلى أن الدعم الذي تلقاه الجيش السوداني سمح له بالصمود، لكن اندفاع الدعم السريع مستمر، ومن الواضح أن أيًا من الطرفين لن يتمكن من حسم الحرب لصالحه على المدى المنظور، والطريق نحو تقسيم السودان لن يكون مفتوحًا.
لا استثناء سوداني
اعتبر الدكتور أبو دياب أن الأخطر هو تكرار ما يحدث في بلدان أخرى مثل ليبيا والصومال وإثيوبيا في السودان، معبرًا عن قلقه من تطورات الأوضاع وبقاء البلاد ساحة للصراع على الموارد والموقع الجغرافي، بينما يتم تجاهل الإنسان السوداني، مما يمثل أكبر كارثة قد تصيب البلد.