صبري محمد علي يكتب ..طلب الوساطة التركية يجب أن يُقرأ داخل هذه الثوابت
الخبر المُتداول اليوم من أن رئيس مجلس السيادة البرهان قد تلقى إتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أوردغان تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص الإستثمار و تضمن طلب تركيا التوسط بين السودان والأمارات .
وأعتقد أن هذا هو الدافع الأول للإتصال ورغم أن الخبر نقل شكر السودان لتركيا وأشار الى مجالات التعاون والإستثمار التي يحتاجها السودان إلا أنه لم يُوضِّح حقيقة قبول السودان أو رفضه للطلب التركي
وهذا ما جعل بعض المراقبين والمحللين يميل الى فرضية قبول السودان وشطحوا وأسهبوا في التحليل أو بالاصح تشجيع الفريق البرهان على المُضي قُدُماً نحو قبول الوساطة ومنهم من أشار الي الدور التركي في خلع بشار الاسد ومنهم من تناول نجاح تركيا في الوساطة بين اثيوبيا والصومال كما كتب الأستاذ الهندي عز الدين
ولكن برأيي أن ….!
الفرق شاسع بين مساعي سوريا والصومال وأثيوبيا عن الملف السوداني الذي يتمثل جوهرة في غزو أجنبي بدعم خارجي لهدم الدولة السودانية
وملفات مُعقدة من الإنتهاكات والتعويضات وجبر الضرر هذه وغيرها تنتظر كل من يُحاول المُساعدة في حل المشكلة السودانية
من جانب آخر أعتقد ليس في مقدور صانع القرار في السودان (أياً كان) موقعة تجاوز الراي العام الداخلي والزخم والتدافع الشعبي الذي لا يرى سوى دحر هذه المليشيا حتى آخر رجل
و البرهان قد ذكر ذلك في كثير من لقاءآته بقوله
(إذا ذهبنا لمفاوضات فماذا أقول لمن سلبت أمواله وأغتصبت زوجته)!!!
أعتقد هذه الجُملة تُلخِّص توجة القيادة المدعومة من شعبها
لا أظن أن هناك إنفراج سيحدث إلا إذا أتت تركيا بنسخة مُعدلة من (جدة) لها قوة تحرسها وتفرضها وبذات شروط الجيش السابقة
الخروج من المنازل
تسليم الاسلحة
التجميع في معسكرات
ثم يبدأ عمل الجيش والنيابات
وسط هذه الجموع
لكن حتى هذه الخطوة إذا نجحت فيها تركيا
فستظل غير مقبولة للمواطن العادي وسينظر لقيادتة بشئ من الريبة والشك وما على الفريق البرهان إلا المُضي قُدُماً في الحسم العسكري فلم يتبق إلا اليسير
حفظ الله السودان من كل مكروة
وما النصر إلا صبر ساعة