حيلة جديدة تضرب الحسابات البنكية في السودان

في ظل تصاعد جرائم الاحتيال الإلكتروني في السودان، يجد المواطن نفسه محاطًا بشبكة من التهديدات الرقمية التي تتسلل عبر أضعف نقاط النظام المالي، مستهدفة أرصدته وثقته في المؤسسات المصرفية.
شهدت الأسابيع الماضية تناميًا ملحوظًا في حيل إلكترونية متقنة، يستخدم فيها المجرمون التطبيقات البنكية كأداة رئيسية لتنفيذ عمليات الاحتيال، مستغلين ضعف الحماية الرقمية ونقص الثقافة التقنية لدى شريحة واسعة من المستخدمين.
ضحية من الواقع: رسالة تحويل مزيفة تسرق آلاف الجنيهات
زهور سليمان، صاحبة متجر للمستلزمات الطبية في بورتسودان، وجدت نفسها ضحية عملية نصب محكمة، بعد أن قدّم لها أحد الزبائن رسالة تحويل مصرفي تبدو حقيقية تمامًا. إلا أن المبلغ لم يصل إلى حسابها، لتكتشف لاحقًا أنها وقعت ضحية للاحتيال. قصتها، رغم قسوتها، ليست إلا واحدة من عشرات البلاغات المشابهة التي تتوافد على النيابة العامة.
بنك الخرطوم في مرمى الانتقادات
ومع تفاقم هذه الجرائم، لم تسلم حتى البنوك الكبرى من الاتهامات. فقد تعرض بنك الخرطوم لسيل من الانتقادات بعد أن سُحبت مبالغ من حسابات عدد من العملاء دون تفسير واضح، ما فتح الباب أمام تكهنات حول وجود اختراقات أمنية محتملة، وعزز المخاوف من هشاشة النظام البنكي في مواجهة التهديدات الإلكترونية.
أنماط جديدة من الاحتيال.. والنيابة تتحرك
لم تعد الرسائل المزيفة وحدها هي الوسيلة، بل ظهرت أساليب أكثر جرأة، من بينها خصم مبالغ مالية من العملاء دون علمهم، تحت ذريعة تحويلات فورية عبر التطبيقات المصرفية. في ظل ذلك، تبذل النيابة العامة السودانية جهودًا مكثفة لملاحقة الجناة، ولكن ثقة المواطنين في النظام المالي آخذة في التآكل.
في بلد يعيش أزمات متعددة، يبدو أن الجبهة الرقمية باتت تشكل تهديدًا آخر للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، مما يفرض على الجهات المعنية — من البنوك إلى السلطات القضائية — التحرك العاجل لتحديث الأنظمة وتعزيز الوعي الأمني لدى المواطنين.