سلطة الطيران المدني.. أصعب التحديات
سلطة الطيران المدني.. أصعب التحديات
عندما أشرقت شمس الخامس عشر من أبريل العام الماضي لم يتوقع أكثر الناس تشاؤماً أن تهُب عاصفة قوية على قطاع الطيران السوداني وتحجب عنه الرؤية غير أن هذا حدث فكان أن دخل القطاع الاستراتيجي في تحدٍ عسير بعد أن سعي في الأيام الأولى للحرب إلى لملمة اطرافه سريعاً واستيعاب ماحدث ومن ثم إتخاذ خطوات أكثر نجاعة لعدم فرض واقع الاغلاق الجوي على السودان.
و لأنها على رأس الرمح فإن سلطة الطيران المدني وبعد أن توزع منسوبيها بين النزوح و اللجوء والحصار وسط نيران الاقتتال والاسر عملت على استعادة التوازن سريعا والتغلب على الظروف فكان أن أشرفت على رحلات الاجلاء تحت دوي الرصاص وبامكانيات فنية بمطار بورتسودان لا توازي تلك التي كانت بمطار الخرطوم ومن الحادي والعشرين من أبريل حتى العاشر من مايو فإن أكثر من مائة رحلة إجلاء تم تنفذيها بنجاح كبير وعلى أثر ذلك تلقت أسرة مطار بورتسودان إشادة من سفارات.
اقرأ المزيد
وفي ذات الفترة فإن سلطة الطيران المدني أرسلت فريق إلى مطار بورتسودان كانت قد التقته مجلة طيران بلدنا وذلك لأداء مهام فنية واخري إدارية تتعلق بتصاريح الهبوط ليحدث تكامل في الأدوار وتنساب رحلات الاجلاء وبعدها رحلات تاركو وبدر بسلاسة رغم وجود معوقات فرضت وجودها بسبب الحرب.
وفي ظل هذه الظروف التي لم يألفها منسوبي سلطة الطيران المدني فإن إغلاق الأجواء السودانية كان أيضاً تحدٍ ثانٍ تم التغلب عليه بفتح جزئي بالشرق وماتزال المساعي رغم تأخر خطواتها مستمرة لفتح كامل أجواء القطاع الشرقي.
ولأن الحرب كان لها آثار كثيرة فإنها قضت بضرورة إجراء تغيير على رأس إدارة السلطة فكان أن تم إعفاء فخر الدين عثمان وتكليف حسين نايل وكان هذا الإجراء بمثابة ضخ دماء جديدة لتواجه تحديات فترة عصيبة لم يشهدها الطيران السوداني من قبل.
وبذل نايل جهود كبيرة لمبارحة السلطة محطة الطوارئ والعمل على إحداث إضافة على صعيد أجهزة السلامة لتغطية كل الأجواء السودانية او الحد الأدنى من ذلك عبر إنشاء مركز ملاحة بديل عن ذلك الذي طالته يد الدمار بالخرطوم بالإضافة إلى إستمرار التأهيل والتدريب والمشاركات الخارجية، علاوة على تحدٍ آخر يتمثل في إعادة تأهيل مراكز الملاحة بعدد من مطارات الولايات التي تضررت بالحرب والعمل على تشغيل مطارات ولايات مستقرة مثل كسلا ودنقلا.
قد يعجبك ايضا