الخوض في الشأن العائلي بوسائط التواصل.. ماذا أصاب قطاع الطيران السوداني؟

0
كثيراً ما يسألني عدد من الزملاء الصحفيين عن مجتمع قطاع الطيران، اجابتي لهم بأنه مثل أي قطاع في السودان لأن الجُزء من الكُل “فيهو الصالح والطالح” ، بيد أنني دائما ما أوضح لهم أنه رغم وجود سلبيات وهو أمر طبيعي وبديهي إلا أن معظم منسوبيه على درجة عالية من الرُقي والأدب والوعي وهذه حقيقة تلمسّناها من واقع التعامل معهم.
ولكن رغم الجهد الذي نبذله عن قناعة تامة لابراز الوجه المُشرق لهذا القطاع الحيوي وإعلاء شأنه ورغم إيماننا التام بهذا النهج من أجل المصلحة العامة للبلاد التي تتمنى دول كثيرة أن يلحق الدمار بقطاع طيرانها، إلا أن هذا لايعني غض الطرف عن بعض السلبيات التي تمضي في تنامٍ ومن شأنها حال التعامل معها بلا مبالاة أن تخصّم كثيرا من رصيده.
ما هو منطقي ومشروع لأنه يندرج ضمن حرية الرأي أن نوجه النقد الموضوعي إلى شركات الطيران، السُلطة، شركة المطارات، الوكالات وغيرها، وطبيعي أن تنال سهام النقد المسؤولين هنا وهناك، وما يتسق مع الأخلاق والعدل أن يكون النقد في قضايا عامة بغرض الإصلاح ولفت النظر إلى مكامِن الاخفاق والقصور وفي هذا الإطار فإنه لايوجد كبير على النقد.
ولكن حينما ينحدر النقد إلى مستنقع الإساءة الشخصية الآسن ومحاولات الاغتيال المعنوي والخوض في الأعراض، فإن ليس نقد لأنه لايمّت إلى الأخلاق والمبادئ بصلة، بل هو مجرد ترهات تكشف عن نفس مريضة تسعى لانتصار زائف على حساب القيّم والضمير، وفي هذا إشاعة لسقوط شنيع وتردي أخلاقي يكشف عن حقيقة من ينتهجه.
وفي هذا الإطار شعرت بالأسف والأسي لتداول منشور أقل مايمكن وصفه بالساقط لأن من يقف خلفه سعي لإغتيال شخصية موظف حكومي بقطاع الطيران المدني معروف بالأدب والتواضع والتجرّد، لأن ما جاء بالبوست ليس نقداً ولا تصويباً ولا كشف لفساد بل اسفاف، والحقيقة تؤكد أن اقحام الشأن العائلي في هكذا موضوعات لاعلاقة له بالمصلحة العامة بل يبدو بدافع الانتقام والتشفي وهو أمر لايصدر إلا من نفوس تمكّن منها المرض.
ومايؤسف له أكثر بروز ظاهرة الأسماء المستعارة في الوسائط التي يبث عبرها من اختاروا التخفي سمومهم بحق البعض وذلك حتي لا تطالهم يد العدالة، ولكنهم إن هربوا من عدالة الأرض كيف يهربون من عدالة السماء التي لايُظلم عندها أحد ولايُمكن الهروب منها لأنها عدالة علاّم الغيوب.
لذا حينما يهّم أحدهم بالكتابة فعليه أن يتذكر بأن مايلفظ به او يكتبه فإنه مُحاسب عليه في الدنيا والآخرة، لأن إيقاع الضرر النفسي على الناس بالبهتان والكذب والافتراء عواقبه وخيمة لوجود خالق عادل يقتص للمظلوم الذي يستجير به.
أخيراً.. نعم قطاع الطيران في السودان بخير ولكن ممارسات البعض التي دافعها ضعف الواعز الديني من شأنها أن تفقده سماته الجميلة وتحوله إلى فوضى ومستنقع آسن.
نكرر أن النقد الموضوعي والهادف بغرض الإصلاح مشاع لأنه لا قُدسية لأحد ولكن الإساءة تخصم من رصيد من يطلقها وتسئ إلى أسرته واخلاقه قبل الآخرين، ونؤكد أن الشجاعة الحقة أن يكتب الإنسان بأسمه ويعبّر عن رأيه حتى يمنح الآخر حق الدفاع عن نفسه او التقاضي.
خارج النص
الموظفة بشركة تاركو ملاذ محمد وجّهت ناحية مجلة طيران بلدنا اتهام لايشبه منسوبي تاركو الذين عهدناهم بالإحترام وسمو الأخلاق والأدب الجّم، لن نسئ إليها لأن هذا ليس من شيمتنا ولكن سننتصر لأنفسنا عبر العدالة التي نثق فيها تماماً.
ولها ولغيرها نقول أن ترفُعنا عن سفاسف الأمور والتغاضي عن الجهالة في كثير أحيان ليس ضُعفاً ولا خوفاً بل محاولة لنسمو بأخلاقنا ولكن للأسف البعض لم يستوعب ذلك وليس أمامنا غير أن ننتصر لأنفسنا عبر المنطق والأدب او القضاء العادل.
سنكتب إن شاء الله في مقالين منفصلين عن الحملة التي تتعرض لها الموظفة بتاركو مرافئ المبارك.
وسنكتب عن الهُوة التي اتسعت بين تاركو والأخ عثمان النصيح.
نكتب عن هذين الموضوعين للتاريخ وللأمانة المهنية والأخلاقية.
نكتب لاصحاب العقول الراقية والنفوس النقية التي تتمنى الخير للجميع.
قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com